أولًا: هذا الأثر لا يصح، فالرواة الذين روى عنهم ابن شبة غير معروفين، قال الإمام ابن أبي حاتم: «ويزيد بن عبد الملك النميري، وعائذ بن ربيعة، وعباد بن زيد لا يعرفون»[1].
وقال الإمام الذهبي: «يزيد بن عبد الملك النميري عن عائذ وعنه سليمان الشّاذكوني، إسناد مظلم، والخبر منكر»[2].
وقال الحافظ ابن حجر: «يزيد بن عبد الملك النميري عن عائذ، وعنه سليمان الشاذكوني بسند مظلم، وخبره منكر»[3].
وعليه فالأثر باطل ولا يصح.
ثانيًا: أكثر الناس إهانة لكتاب الله ولسنة رسوله H هم الشيعة، وإليك شيء من فقههم وفتاوى أكابرهم.
قال الحلي: «أما الذكر لله تعالى، أو حكاية الأذان، أو قراءة آية الكرسي فلا يكره؛ لما رواه الشيخ عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عن التسبيح في المخرج وقراءة القرآن؟ قال: لم يرخص في الكنيف أكثر من آية الكرسي وحمد الله أو آية»[4].
فهنا أجاز الحلي قراءة أعظم آية في كتاب الله أثناء قضائه الحاجة! فهذا تعظيم الشيعة لكتاب الله.
وبمثله قال الطوسي: «ولا يقرأ القرآن وهو على حال الغائط سوى آية الكرسي، ويجوز له أن يذكر الله تعالى فيما بينه وبين نفسه، فإن سمع الأذان فليقل مع نفسه كما يسمعه استحبابًا»[5].
وممن نقل هذا علي أصغر في «الينابيع الفقهية» قال: «ولا يقرأ القرآن حال الغائط إلا آية الكرسي»[6].
بل ويجوز للمحدث كتابة القرآن، حتى ولو كتبه على الأرض.
يقول اللنكراني: «مسألة 14: في جواز كتابة المحدث آية من القرآن بإصبعه على الأرض أو غيرها إشكال، ولا يبعد عدم الحرمة، فإن الخطّ يوجد بعد المس»[7].
وفي موقع «شبكة السراج» الرافضي الذي ينشر فتاوى السيستاني:
السؤال: إذا كان شخص يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، هل يستطيع قراءة ما يحفظه عن ظهر قلب في الحمام سواء أثناء قضائه الحاجة أو الاستحمام؟
الفتوى: «يكره الكلام حال التخلي في غير الضرورة، إلا بذكر الله أو آية الكرسي، ولا مانع من إخطار الآية في النفس».
السؤال: هل يجوز ذكر اسم الله والقرآن الكريم (قراءة) في دورة المياه؟ وهل يجوز رفع الصوت أثناء الطهارة؟
الفتوى: «يجوز، ولكن يكره قراءة القرآن هناك»[8].
قلت: إن لم تكن هذه إهانة لكتاب الله ولذكره فليس في الدنيا إهانة، بل هذا من جنس عمل السحرة الفجار.
ورووا عن الصادق أنه قال: «كان نقش خاتم أبي: العزة لله جميعًا، وكان في يساره يستنجي بها، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين S: الملك لله، وكان في يده اليسرى يستنجي بها -وفي رواية- قال: كان نقش خاتم رسول الله H العزة لله جميعًا، وكان في يساره يستنجي بها»[9].
فهذا دين ينسب لأحد أئمتهم المعصومين أنه كان يستنجي باليد التي كتب في خاتمها (الملك لله)، أو (العزة لله)، وهي والله الإهانة لرب العالمين تبارك اسمه.
[1] «الجرح والتعديل»، عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (3/572).
[2] «ميزان الاعتدال في نقد الرجال» (4/434).
[3] «لسان الميزان»، ابن حجر (8/501).
[4] «منتهى المطلب»، العلامة الحلي (1/41).
[5] «النهاية»، الطوسي (ص11).
[6] «الينابيع الفقهية»، علي أصغر مرواريد (2/426).
[7] «التعليقات على العروة الوثقى»، محمد الفاضل اللنكراني (1/126).
[8] المصدر: موقع شبكة السراج التابعة للسيستاني https://2u.pw/e3LZh
[9] «قرب الإسناد» للحميري القمي (ص154)، «الاستبصار»، الطوسي (1/48)، «تهذيب الأحكام»، الطوسي (1/32)، «وسائل الشيعة» للحر العاملي (1/234)، «بحار الأنوار»، المجلسي (77/201)، «جامع أحاديث الشيعة» للبروجردي (2/217)، «منتهى المطلب» للعلامة الحلي (1/250)، «مجمع الفائدة» للمحقق الأردبيلي (1/97) (الحاشية)، «كشف اللثام» للفاضل الهندي (1/242)، «الحدائق الناضرة» ليوسف البحراني (2/80)، «مستند الشيعة» للنراقي (1/401)، «جواهر الكلام» لمحمد حسن النجفي (2/71)، كتاب «الطهارة» للأنصاري (1/484)، «مصباح الفقيه» لآقا رضا الهمداني (1 ق 1/94)، «مستمسك العروة» لمحسن الحكيم (2/246) (الحاشية)، كتاب «الطهارة» للخوئي (3/464) (الحاشية)، «فقه الصادق S» لمحمد صادق الروحاني (1/193) (الحاشية)، «مصباح المنهاج»، «الطهارة» لمحمد سعيد الحكيم (2/153) (الحاشية).