الروايات التاريخية التي ذكرت غارة بسر بن أرطاة على المدينة واليمن لم تسلم منها روايةٌ من النقد، وهذا بيانها:
قال الطبريُّ: «سنة أربعين، ذِكْرُ مَا كَانَ فِيهَا من الأحداث، فمما كَانَ فِيهَا من ذَلِكَ، توجيه مُعَاوِيَة بسر بن أبي أرطاة فِي ثلاثة آلاف من المقاتلة إِلَى الحجاز، فَذُكِرَ عَنْ زِيَادِ بن عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ قال: أرسل معاوية بن أَبِي سُفْيَانَ بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة -وَهُوَ رجل من بني عَامِر ابن لؤي فِي جيش- فساروا من الشام حَتَّى قدموا الْمَدِينَة، وعامل علي عَلَى الْمَدِينَة يَوْمَئِذٍ أَبُو أيوب الأَنْصَارِيّ، ففر مِنْهُمْ أَبُو أيوب، فأتى عَلِيًّا بالكوفة، ودخل بسر الْمَدِينَة، قَالَ: فصعد منبرها ولم يقاتله بِهَا أحد… ثُمَّ قَالَ: يَا أهل الْمَدِينَة، وَاللهِ لولا مَا عهد إلي مُعَاوِيَة مَا تركت بِهَا محتلِمًا إلا قتلتُه، ثُمَّ بايع أهل الْمَدِينَة… وهدم بسْرٌ دُورًا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ مضى حَتَّى أتى مَكَّةَ، فَخَافَهُ أَبُو مُوسَى أنْ يَقْتُلَهُ، فَقَالَ لَهُ بُسْرٌ: مَا كنت لأفعل بصاحب رَسُول الله ق ذَلِكَ، فَخَلَّى عنه.
وَكَتَبَ أَبُو مُوسَى قَبْلَ ذَلِكَ إِلَى اليمن: أنْ خَيْلًا مَبْعُوثَةً مِن عِنْدَ مُعَاوِيَة تقتل النَّاسَ، تقتل مَنْ أَبَى أن يُقِرَ بالحكومة، ثُمَّ مضى بسر إِلَى اليمن، وَكَانَ عَلَيْهَا عُبَيْد اللهِ بن عباس عاملًا لعلي، فلما بَلَغَهُ مسيرُه فَرَّ إِلَى الْكُوفَةِ حَتَّى أتى عَلِيًّا، واسْتخْلفَ عَبْد اللهِ بن عبد المدان الحارثي عَلَى اليمن، فأتاه بُسْرٌ فَقَتَلَهُ وَقَتَلَ ابْنَهُ، ولقي بسر ثقل عُبَيْد اللهِ بن عباس وفيه ابنان لَهُ صغيران، فذبحهما، وَقَدْ قَالَ بعض الناس: إنه وجد ابني عُبَيْد اللهِ بن عباس عِنْدَ رجل من بني كنانة من أهل البادية، فلما أراد قتلهما قال الكناني: علام تقتل هَذَيْنِ وَلا ذنب لهما؟! فإن كنت قاتلهما فاقتلني، قَالَ: أفعل، فبدأ بالكناني فقتله، ثُمَّ قتلهما ثُمَّ رجع بسر إِلَى الشام، وَقَدْ قيل: إن الكناني قاتل عن الطفلين حَتَّى قُتل، وَكَانَ اسم أحد الطفلين اللذين قتلهما بسر: عبد الرَّحْمَن، والآخر قثم، وَقَتَلَ بُسْرٌ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ جماعةً كثيرةً من شِيعَةِ عَلِيٍّ باليمن …»([1]).
وهذه رواية منقطعة تالفة([2]) فيها انقطاع بين الطبري (مولده 224هـ)([3]) وزِيَادِ البَكَّائِيِّ (ت 183هـ)([4]) ما لا يقل عن إحدى وأربعين سنة؛ والطبريُّ بدأ الرواية بقوله: «فَذُكِرَ» هكذا مبنيًّا للمجهول.
وزيادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ البَكَّائِيُّ ضعيف في غير روايته عن ابن إسحاق([5]) وهذه الرواية عن عوانة! وعوانة بن الحَكَمِ الكلبيِّ (ت 158هـ)([6]) لم يدرك هذه الواقعة، فالطبريُّ ذَكَرَ هذه الروايةَ تحتَ أحداث سنة 40 هجرية، وعوانةُ يروي فقط عن التابعين ولا يروي عن أحد من الصحابة، وأكبر تابعي رآه هو عامر بن شراحيل الشعبيّ.
على أن متن الرواية يخالف الشبهة التي أثارها الرافضي في زعمه أن معاوية كان يقتل الناس بالشبهة والظن؛ إذ الوارد في الخبر من قول بسر بن أرطاة: «يَا أهل الْمَدِينَة، وَاللهِ لولا مَا عهد إلي مُعَاوِيَة مَا تركت بِهَا محتلِمًا إلا قتلتُه، ثُمَّ بايع أهل الْمَدِينَة».
أوردها البخاري في التاريخ الأوسط، قال: قَالَ سعيد بْن يحيى بْن سعيد: عَن زِيَاد، عَن بن إِسْحَاق: «بعث مُعَاوِيَة بسر بْن أَرْطَاة سنة سبع وَثَلَاثِينَ، فَقدم الْمَدِينَة فَبَايع، ثمَّ انْطلق إِلَى مَكَّة واليمن فَقتل عبد الرَّحْمَن وَقثم وَعبيد الله ابني عَبَّاس»([7]).
منقطع، فابن إسحاق لم يدرك ذلك([8])، والأحداث وقعت كما بالخبر في عام سبع وثلاثين.
أوردها ابن يونس في تاريخه بسنده عن عبد الله بن عيّاش، عن الشّعبيّ: «أن معاوية بن أبي سفيان أرسل بسر بن أبي أرطاة القرشي، ثم العامري في جيش من الشام، فسار حتى قدم المدينة، وعليها -يومئذ- أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري صاحب النبي ق، فهرب منه أبو أيوب إلى عليٍّ بالكوفة، فصعد بسر منبر المدينة، ولم يقاتله بها أحد، فجعل ينادي: يا دينار، يا رزيق، يا نجار، شيخ سمح عهدته ها هنا بالأمس (يعني: عثمان ا)، وجعل يقول: يأهل المدينة، والله لولا ما عهد إليَّ أمير المؤمنين، ما تركت بها محتلِمًا إلا قتلته.
بايع أهل المدينة لمعاوية، وأرسل -أي: بسر- إلى بني سلمة فقال: لا والله، ما لكم عندي من أمان ولا مبايعة، حتى تأتوني بجابر بن عبد الله صاحب النبي ق، فخرج جابر بن عبد الله، حتى دخل على أم سلمة خفيًّا، فقال لها: يا أمّه، إني قد خشيت على ديني، وهذه بيعة ضلالة، فقالت له: أرى أن تبايع، فقد أمرت ابْنِي عمر ابن أبي سلمة أن يبايع، فخرج جابر بن عبد الله، فبايع بسر بن أبي أرطاة لمعاوية.
وهدم بسر دورًا كثيرة بالمدينة، ثم خرج إلى مكة، فخافه أبو موسى الأشعري، وهو يومئذ بمكة، فتنحى عنه، فبلغ ذلك بسرًا، فقال: ما كنت لأوذي أبا موسى، ما أعرفني بحقه وفضله! ومضى بسر إلى اليمن، وعليها يومئذ عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملًا لعليّ بن أبي طالب، فلما بلغ عبيد الله أن بسرًا قد توجّه إليه، هرب إلى عليّ، واستخلف عبد الله بن عبد المدان المراديّ، وكانت عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان قَد وَلَدت من عبيد الله غلامين من أحسن صبيان الناس أوضئه وأنظفه، فذبحهما، وكانت تنشدهما في الموسم في كل عام»([9]).
✍ قلت: منكر؛ فيه الهيثم بن عدي، كذاب([10])، وأحمد بن أسامة التجيبي، مختلف فيه([11]).
أوردها ابن عساكر في تاريخه، وعنه الفسويُّ في المعرفة عن ابن لَهِيعة قال: حدثني واهب بن عبد الله المعافري قال: «قدمت المدينة فأتيت منزل زينب بنت فاطمة بنت علي لأسلم عليها، فدخلتُ عليها الدار فإذا عندها جماعة عظيمة وإذا هي جالسة مسفرة، وإذا امرأة ليست بالحليلة ولم تطعن بالسن، فاحتملتني الحمية والعفة لها، فقلت: سبحانك الله قدرك قدرك، وموضعك موضعك، وأنت تجلسين للناس كما أرى مسفرة؟ فقالت: إن لي قصةً. قال: قلت: وما تلك القصة؟ فقالت: لما كان أيام الحرة ووفد أهل الشام المدينة وفعلوا فيها ما فعلوا، وكان لي يومئذ ابن قد ناهز الاحتلام.
قالت: فلم أشعر به يومًا وأنا جالسة في منزلي إلا وهو يسعى وبسر بن أبي أرطاة خلفه حتى دخل علَيَّ، فألقى نفسه علَيّ وهو يبكي، يكاد البكاء أن يفلق كبده، فقال لي بسر: ادفعيه إليَّ فأنا خير له. قالت: فقلت له: اذهب مع عمك. قالت: فقال: لا والله لا أذهب معه يا أمه، هو والله قاتلي. قالت: فقلت: أترى عمك يقتلك؟ لا، اذْهَبْ معه. قالت: قال: لا والله يا أمه، لا أذهب معه، هو والله قاتلي. قالت: وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده. قالت: فلم أزل أترفق به وأسكنه حتى سكن.
قالت: ثم قال لي بسر: ادفعيه لي فأنا خير له. قالت: فقلت: اذهب مع عمك. قالت: فقام فذهب معه. قالت: فلما خرج من باب الدار قال للغلام: امش بين يدي، قالت: فإذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه وبين ثيابه. قالت: فلما ظهر إلى السكة رفع بسر ثيابه عن عاتقه وشهر عليه السيف من خلفه ثم علاه به من خلفه، فلم يزل يضربه به حتى برد. قالت: فجاءتني الصيحة أدركي ابنك فقد قطع. قالت: فقمت أتعثر في ثيابي، ما معي عقلي. قالت: فإذا جماعة قد أطافوا به، فإذا هو قتيل قد قطع. قالت: فألقيت نفسي عليه، وأمرت به فحُمل. قالت: فجعلت على نفسي من يومئذ لله أن لا أستتر من أحد؛ لأن بسرًا هو أول من هتك ستري وأخرجني للناس، فالله حسيبه»([12]).
✍ قلت: ضعيف جدًّا، فيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف([13]).
أخرجها ابنُ أبي شَيْبَةَ عن زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ أَبي سَلَامَةَ، عَنْ أَبِي الرَّبَاب وَصَاحِبٍ لَهُ أَنَّهُمَـا «سَمِعَا أَبَا ذَرٍّ يَدْعُو، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: رَأَيْنَاكَ صَلَّيْتَ فِي هَذَا الْبَلَدِ صَلَاةً لَمْ نَرَ أَطْوَلَ مَقَامًا وَرُكُوعًا وَسُجُودًا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغْتَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ فَدَعَوْتَ، فَتَعَوَّذْتَ مِنْ يَوْمِ الْبَلَاءِ وَيَوْمِ الْعَوْرَةِ! قَالَ: فَمَا أَنْكَرْتُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: أَمَّا يَوْمُ الْبَلَاءِ، فَتَلْتَقِي فِئَتَانِ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَوْمُ الْعَوْرَةِ، إِنَّ النِّسَاءَ مِنَ الْمُسْلِمَـاتِ يُسْبَيْنَ فَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَّ، فَأَيَّتُهُنَّ أَعْظَمُ سَاقًا اشْتُرِيَتْ عَلَى عِظَمِ سَاقِهَا، فَدَعَوْتُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي هَذَا الزَّمَانُ، وَلَعَلَّكُمَـا تُدْرِكَانِهِ، قَالَ: فَقُتِلَ عُثْمَانُ، وَأُرْسِلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَبَى نِسَاءً مِنَ الْمُسْلِمَـاتِ فَأُقَمْنَ فِي السُّوقِ»([14]).
✍ قلت: ضعيف جدًّا، مسلسل بالعلل.
زَيْدُ بنُ الـحُبَاب التميمي ثقة في نفسه مقبول إذا روى عن الثقات([15])، وهو هنا يروي عن موسى بن عبيدة الرَّبَذِيِّ، ضعفه النسائي وابن عدي وغيرهما([16])، وفيه زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ أَبُو سَلَامَةَ، وهو مجهول الحال، وفيه أبو الرَّبَاب وصاحبه الراويان عن أبي ذر ا مجهولان.
أخرجها ابن عبد البر عن ابنِ الأنباري عن أبيه، عن أحمد بن عُبَيْد، عن هِشَام بن مُحَمَّد، عن أبي مِخنف قَالَ: «لما تَوَجَّهَ بُسْرُ بنُ أَرْطَاةَ إلى اليمن أخبر عبيد الله بن العباس بذلك، وهو عَامِلٌ لِعَلِيٍّ ا عليها، فَهَرَبَ ودخل بُسْرٌ اليمنَ، فأتى بابنَيْ عبيد الله بن العباس وهما صغيران فذبحهمـا، فنال أمهما عائشة بنت عَبْد المدان من ذلك أمر عظيم… ثم وسوست، فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، وتهيم على وجهها»([17]).
✍ قلت: ضعيف جدًّا، مسلسل بالضعفاء والكذابين.
أحمد بن عبيد بن ناصح النَّحْوِيُّ لين الحديث([18])، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي وأبو مخنف رافضيان كذابان متروكان، وزد على هذا كله أن الخبر منقطع، فلا يَشُكُّ عَاقِلٌ أنَّ أبا مخنف هذا لم يُعَاصِرْ هذه الواقعة، فهو مُتَوَّفَّى 157هـ باتفاق أهل العلم.
إن ما يذكره مؤرخو الشيعة في الحادثة لا عبرة به ولا حجية؛ إذ العلم بكذب هؤلاء ظاهر معلوم، وهم أشد الناس تحاملًا على بني أمية؛ وقد غاظتهم تلك الفتوحات العظيمة لدولة بني أمية، خاصة بسر بن أرطاة الذي كان من أشجع قادة معاوية، حتى قال الذهبي عنه: «كَانَ لَهُ نِكَايَةٌ فِي الرُّومِ، دَخَلَ وَحْدَهُ إِلَى كَنِيسَتِهِم، فَقَتَلَ جَمَاعَةً، وجُرِحَ جِرَاحَاتٍ، ثُمَّ تَلَاحَقَ أَجْنَادُهُ فَأَدْرَكُوهُ وَهُوَ يَذُبّ عَنْ نَفْسِهِ بِسَيْفِهِ، فَقَتَلُوا مَنْ بَقِيَ، وَاحْتَمَلُوهُ، وَفِي الآخرة جعل له في القراب سيف من خَشَبٍ لئلَّا يَبْطِشَ بِأَحَدٍ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سنة سبعين V»([19]).
وقد اعترفت الشيعة بفتوحات بني أمية، فقال عنه المفيد: «أكثر فتوح الشام وبلاد المغرب والبحرين والروم وخراسان كانت على يد معاوية بن أبي سفيان وأمرائه كعمرو بن العاص وبسر بن أرطاة ومعاوية بن حديج وغير من ذكرناه، ومن بعدهم على أيدي بني أمية وأمرائهم بلا اختلاف»([20]).
إذا كانت الشيعة تنكر على معاوية قتل الناس في الحرمين بزعمهم! فلماذا قتلوا الحجيج وخلعوا الحجر الأسود وسرقوه؟!
قال ابن كثير: «ذِكْرُ أَخْذِ الْقَرَامِطَةِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ إِلَى بِلَادِهِمْ، وفيها خرج ركب العراق وأميرهم مَنْصُورٌ الدَّيْلَمِيُّ، فَوَصَلُوا إِلَى مَكَّةَ سَالِمِينَ، وَتَوَافَتِ الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج، فَمَا شَعَرُوا إِلَّا بِالْقِرْمِطِيِّ قَدْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي جَمَاعَتِهِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَانْتَهَبَ أَمْوَالَهُمْ وَاسْتَبَاحَ قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر -لَعْنَه اللهِ- عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حوله، والسيوف تعمل في النَّاس في المسجد الحرام في الشهر الحرام فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ، الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الأيام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا، يخلق الخلق وأفنيهم أنا.
فكان الناس يفرون منهم، فَيَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَلَا يُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئًا.
بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَيَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ فِي الطَّوَافِ، وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَوْمَئِذٍ يَطُوفُ، فَلَمَّا قَضَى طَوَافَهُ أَخَذَتْهُ السُّيُوفُ، فَلَمَّا وَجَبَ أَنْشَدَ وَهُوَ كَذَلِكَ:
تَرَى الْمُحِبِّينَ صَرْعَى فِي دِيَارِهِمُ
|
\
|
كَفِتْيَةِ الْكَهْفِ لَا يَدْرُونَ كَمْ لَبِثُوا
|
فلما قضى القرمطي -لعنه الله- أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن يُدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم، وفي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
وَيَا حَبَّذَا تِلْكَ الْقِتْلَة وَتِلْكَ الضجعة، وذلك المدفن والمكان، ومع هذا لم يُغَسَّلُوا وَلَمْ يُكَفَّنُوا وَلَمْ يصلَّ عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ مُحرمون شهداء في نفْس الأمر.
وَهَدَمَ قُبَّةَ زَمْزَمَ وَأَمَرَ بِقَلْعِ بَابِ الْكَعْبَةِ وَنَزَعَ كُسْوَتَهَا عَنْهَا، وَشَقَّقَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَأَمَرَ رجلًا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار.
فعند ذلك انكف الخبيث عَنِ الْمِيزَابِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ يُقْلَعَ الْحَجَرُ الأسود، فجاءه رجل فضربه بِمُثْقَلٍ فِي يَدِهِ وَقَالَ: أَيْنَ الطَّيْرُ الْأَبَابِيلُ، أَيْنَ الْحِجَارَةُ مِنْ سِجِّيلٍ؟ ثُمَّ قَلَعَ الْحَجَرَ الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عِنْدَهُمْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى رَدُّوهُ»([21]).
وهذا ابن العلقمي الرافضي قد استباح دماء الملايين من أهل بغداد، فأغرى بهم التتار حتى استباحوا دماءهم، ومع ذلك ترى الرافضة يمدحونه ويعظمونه، يقول عباس القمي: «ابن العلقمي: هو الوزير أبو طالب مؤيد الدين محمد بن محمد (أحمد خ ل) بن علي العلقمي البغدادي الشيعي، كان وزير المستعصم آخر خلفاء بني العباس، وكان كاتبًا خبيرًا بتدبير الملك ناصحًا لأصحابه، وكان إمامي المذهب، صحيح الاعتقاد، رفيع الهمة، محبًّا للعلماء والزهاد، كثير المبار، ولأجله صنف ابن أبي الحديد شرح النهج في عشرين مجلدًا، والسبع العلويات»([22]).
وقد أجمع المؤرخون على أن ابن العلقمي هو الذي خان الخليفة المستعصم، وتواصل مع التتار وطلب منهم أن يكون نائبهم، قال ابن كثير: «ثُمَّ كَاتَبَ التَّتَارَ، وَأَطْمَعَهُمْ فِي أَخْذِ الْبِلَادِ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وَجَلَّى لَهُمْ حَقِيقَةَ الْحَالِ، وَكَشَفَ لَهُمْ ضَعْفَ الرِّجَالِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ طَمَعًا مِنْهُ أَنْ يُزِيلَ السُّنَّةَ بِالْكُلِّيَّةِ، وَأَنْ يُظْهِرَ الْبِدْعَةَ الرَّافِضِيَّةَ، وَأَنْ يُقِيمَ خَلِيفَةً مِنَ الْفَاطِمِيِّينَ»([23]).
ويسرد التُّسْتَري مآثر هذا الخائن، فجعل استباحة دماء أهل بغداد منها، فقال: «ولما كان الوزير من أهل قُم، كان محبًّا لأهل البيت متشيّعًا لهم، مبالغًا في تشيعه، ولما شاهد هذه المناظر المروعة من القتل والسلب والتدمير نفض يده من شؤون الوزارة، وما يراد من الوزير من حيث الإصلاح والتعمير، وأفلت زمام الإرادة من يده، وسعى مجتهدًا في قلع أساس الدولة العباسية، وكان هولاكو خان في سنة أربع وخمسين وستمائة قد تمَّ له ما أراد من احتلال الممالك الشرقية من بلاد الإسلام، فعزم على إخضاع الولايات الغربية، فنهض بذلك وقد فرغ خاطره من تصفية الملاحدة، مِن ثَمّ رفع الراية وحمله العزم إلى جهة دار السلام ببغداد، وكان الخواجة نصير الدين محمد الطوسي قد تخلّص في تلك الأثناء من اعتقال الملاحدة ونجا من شرّهم، ورأى من هولاكو خان إلزامًا وتعظيمًا وودًا وتبجيلًا، وكان قد اصطحبه، ورأى ابن العلقمي الفرصة قد سنحت، فأرسل قاصدًا نحوه يرغبه في احتلال بغداد ويحمله على قصد ذلك، وقال: إنّي قد أبعدت أهل العقل الراجح وذوي السياسة الصالحة وجميع الأمراء من الجيش عن الخليفة بحسن تدبيري، فالعجلَ العجلَ، وهلموا إلى هذا الجناب الخصيب لتظفروا به، فسوف تنالون الرضا عاجلًا وتملكونه بأيديكم..، وأطلع هولاكو خان على جليّة الحال بالتفصيل والإجمال، فأقبل بجيشه اللجب وعسكره المجر يؤم بغداد دار السلام، وبَعْدَ اللَّتَيَّا والَّتِي أقنعوا الخليفة المستعصم في يوم الأربعاء الرابع من صفر سنة ٦٥٥ وهو مضطرب الحال، آيس من الملك، مع ولديه أبي بكر وعبد الرحمن وجماعة من العلويين والعلماء بملاقاة هولاكو خان، فخرجوا من باب دار السلام وأقبلوا على معسكر الخان، حتى إذا بلغوا مقرَّ هولاكو خان ويُسمّى بِلُغَتِهِم كرياس، فأذنوا للخليفة وولديه مع بعض مرافقيه واستوقفوا الباقين، واستشار هولاكو الخواجة نصير الدين محمد وغيره من خاصته في قتل الخليفة، فاتفقوا على ذلك، فأمر هولاكو بوضعه في «لباد»، وطووه به وجروه على الأرض بشدة حتى تفككت أعضاؤه، وفرح شيعة أمير المؤمنين؛ لأن الله انتقم لدماء الأئمة المعصومين»([24]).
وقال المؤرخ الشيعي ابن الفوطي: «ووضع السيف في أهل بغداد يوم الاثنين خامس صفر، وما زالوا في قتل ونهب وأسر وتعذيب الناس بأنواع العذاب واستخراج الأموال منهم بأليم العقاب مدة أربعين يومًا، فقتلوا الرجال والنساء والصبيان والأطفال، فلم يبق من أهل البلد ومن التجأ إليهم من أهل السواد إلا القليل، ما عدا النصارى فإنهم عين لهم، حرسوا بيوتهم والتجأ إليهم خلق كثير من المسلمين فسلموا عندهم، وكان ببغداد جماعة من التجار الذين يسافرون إلى خراسان وغيرها قد تعلقوا من قبل على أمراء المغول، وكتب لهم فرامين، فلما فتحت بغداد خرجوا إلى الأمراء، وعادوا ومعهم من يحرس بيوتهم، والتجأ أيضًا إليهم جماعة من جيرانهم فسلموا، وكذلك دار الوزير مؤيد الدين بن العلقمي فإنه سلم بها خلق كثير»([25]).
وفي عدد القتلى على المغول -بإيعاز من ابن العلقمي- يقول يوسف البحراني: «في السنة الستمائة والستة والخمسين دخلت التتار بغداد، ووضعوا فيهم السيف، واستمر بهم القتل والسبي نيفًا وثلاثين يومًا، وقيل: إن القتلى ألف ألف وثمانية ألف ذكر، وكان سبب دخولهم بغداد أن المؤيد بن العلقمي كاتبهم وحرَّضهم على دخول بغداد لأجل ما جرى على إخوانه الشيعة من الذل والإهانة، وكان يكاتبهم سرًّا، فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة المعتصم بالله بأني أخرج إليهم لتقرير الصلح، فخرج وتوثق لنفسه وإخوانه بالأيمان المغلظة، ثم رجع وقال للخليفة: إن الملك قد رغب أن يزوج ابنته بابنك الأمين أبي بكر، وأن يكون له كما كان يفعله أجدادك مع الملوك السلجوقية ثم يرتحل عنك، فخرج المستعصم في أعيان الدولة ثم استدعى العلماء والوزراء والرؤساء ليحضروا العقد بزعمه، فخرجوا فضربت رقاب الجميع، وصار يخرج طائفة بعد طائفة فيضرب أعناقهم، حتى قتل من أهل الدولة وغيرهم ما قتل من العدد المذكور، وكان المعتصم آخر الخلفاء العباسيين، وكانت دولتهم خمسمائة وأربعة وعشرين سنة»([26]).
فهذا قتل الشيعة وغدرهم وخياناتهم لأمة الإسلام، باعترافهم لا بتلفيقات ساقطة تاريخيًّا، فهم أولى الناس بالمعيبة.
([1]) تاريخ الرسل والملوك للإمام، محمد بن جرير الطبري (5/139) ت: محمد أبي الفضل إبراهيم، ط دار المعارف – القاهرة.
([2]) قال محمد بن طاهر البرزنجي في «صحيح وضعيف تاريخ الطبري»: «إسناده ضعيف»
([3]) سير أعلام النبلاء، الذهبي (14/276). قال الذهبي: «مَوْلِدُه سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمائَتَيْنِ».
([4]) سير أعلام النبلاء (9/5)، قال الذهبي: «تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَثَمَـانِينَ وَمائَةٍ».
([5]) «قَالَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ إِدْرِيسَ: مَا أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ أَثْبَتُ مِنْ زِيَادٍ البَكَّائِيِّ؛ لأَنَّهُ أَمْلَى عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبتُ عَنْهُ المَغَازِي، وَقَالَ ابْنُ المَدِينِيِّ: لاَ أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا، وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: هُوَ نَفْسُهُ ضَعِيفُ الحَدِيثِ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثبَتِ النَّاسِ فِي المَغَازِي، بَاعَ دَارَهُ وَخَرَجَ يَدُورُ مَعَ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: كَثِيرُ المَنَاكِيرِ». سير أعلام النبلاء (5/9) ط الرسالة.
([6]) قال الذهبي: «عَوَانَةُ بنُ الحَكَمِ أخباريٌ مشهور، عراقيٌّ، يروي عَن طائفة من التابعين، وهو كوفي، عِداده فِي بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وَقَلَّ أَنْ رَوَى حديثًا مسنَدًا، ولهذا لم يُذكر بجرح ولا تعديل، والظاهر أَنَّهُ صدوق. رَوَى عَنْهُ: زياد البكائيُّ، وهشام بن الكلبي، وغيرهما، وأكثر عنه عليُّ بنُ محمد المدائنيُّ، وأكبر شيخ لقيه الشَّعْبِيُّ. مات فِي سنة ثمان وخمسين ومائة». تاريخ الإسلام، الذهبي (9/555).
([7]) التاريخ الأوسط (1/86).
([8]) سير أعلام النبلاء (7/34) قال الذهبي: «وُلِدَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ ثَمَانِينَ».
([9]) تاريخ ابن يونس المصري (1/63).
([10]) قال ابن الجوزي: «الْهَيْثَم بن عدي أَبُو عبد الرَّحْمَن الطَّائِي، أَصله كُوفِي، يروي عَن شُعْبَة، قَالَ يحيى: كَانَ يكذب، لَيْسَ بِثِقَة، وَقَالَ عَليّ: لَا أرضاه فِي شَيْء، وَقَالَ السَّعْدِيّ: سَاقِط، قد كشف قناعه، وَقَالَ أَبُو دَاوُد: كَذَّاب، وَقَالَ النَّسَائِيّ والرازي والأزدي: مَتْرُوك الحَدِيث، وَقَالَ ابْن حبَان: لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار». الضعفاء والمتروكون، ابن الجوزي (3/179).
([11]) قال ابن يونس: «لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتنكر، وقال الدارقطني: رأيت أهل حمص يضعفونه، ولا أدري لأي سبب، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة عالِمًا بالحديث، وقال الذهبي: محدث مكثر عني بالحديث والقراءات، وقال الحافظ ابن حجر: رأيت له مصنفًا في حرمة الوطء في الدبر، يدل على سعه معرفته بالحديث». إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص202).
([12]) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر (10/13- 14)، المعرفة والتاريخ، ت العمري (3/327) ط العراق.
([13]) قال ابن الجوزي: «عبد الله بن لَهِيعَة بن عقبَة أَبُو عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ، وَيُقَال: الغافقي، قَاضِي مصر، يروي عَن الْأَعْرَج وَأبي الزبير، قَالَ يحيى بن سعيد: قَالَ لي بشر بن السّري: لَو رَأَيْت ابْن لَهِيعَة لم تحمل عَنهُ حرفًا، وَكَانَ يحيى بن سعيد لَا يرَاهُ شَيْئا، وَقَالَ يحيى بن معِين: أنكر أهل مصر احتراق كتب ابْن لَهِيعَة، وَالسَّمَاع مِنْهُ وَأخذ الْقَدِيم والْحَدِيث، هُوَ ضَعِيف قبل أن تحترق كتبه وَبعد احتراقها، وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ من كتب عَنهُ قبل احتراقها بِمثل ابْن الْمُبَارك والمقري أصح مِمَّن كتب بعد احتراقها، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث، وَقَالَ أَبُو زرْعَة: سَماع الْأَوَائِل والأواخر مِنْهُ سَوَاء إِلَّا ابْن الْمُبَارك وَابْن وهب، كَانَا يتبعان أُصُوله، وَلَيْسَ مِمَّن يحْتَج، وَقَالَ النَّسَائِيّ: ضَعِيف، وَقَالَ السَّعْدِيّ: لَا يَنْبَغِي أَن يحْتَج بروايته وَلَا يعْتد بهَا، وَقَالَ ابْن وهب: كَانَ ابْن لَهِيعَة صَادِقًا، وَقَالَ أَبُو حَاتِم بْن حبَان: سبرت أَخْبَار ابْن لَهِيعَة فرأيته يُدَلس عَن أَقوام ضعفاء على أَقوام ثِقَات قد رَآهُمْ، ثمَّ كَانَ لَا يُبَالِي، مَا دفع إِلَيْهِ قَرَأَهُ، سَوَاء كَانَ من حَدِيثه أَو لم يكن من حَدِيثه، فَوَجَبَ التنكب عَن رِوَايَة الْمُتَقَدِّمين عَنهُ قبل احتراق كتبه لما فِيهَا من الْأَخْبَار المدلسة عَن المتروكين، وَوَجَب ترك الاحتجاج بِرِوَايَة الْمُتَأَخِّرين بعد احتراق كتبه؛ لما فِيهَا مِمَّا لَيْسَ من حَدِيثه». الضعفاء والمتروكون، ابن الجوزي (2/136).
([14]) مصنف ابن أبي شيبة (21/273).
([15]) قال ابنُ حبان: «كَانَ مِمَّن يخطئ، يعْتَبر حَدِيثه إِذا رَوَى عَن الْمَشَاهِير، وَأما رِوَايَته عَن المجاهيل فَفِيهَا الْمَنَاكِير». الثقات، ابن حبان (8/250).
([16]) قال الذهبي: «قال أحمدُ: لا يُكْتَبُ حديثُه، وقال النسائيُّ وغيره: ضعيف، وقال ابن عديٍّ: الضَّعْفُ على رواياته بَيِّنٌ، وقال ابنُ معين: ليس بشيء، وقال مَرَّةً: لا يُحْتَجُّ بحديثِه، وقال يحيى بنُ سعيد: كُنَّا نَتَّقِي حديثَه، وقال ابنُ سَعْد: ثِقَة، وليس بِحُجَّةٍ، وقال يعقوبُ بنُ شيبة: صدوق، ضعيف الحديث جِدًّا. قلت مات سنة ثلاث وخمسين ومائة». ميزان الاعتدال في نقد الرجال، الذهبي (6/551).
([17]) الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر (1/159).
([18]) قال ابنُ حَجَرٍ: «لين الحديث». تقريب التهذيب، ابن حجر (ص22).
([19]) سير أعلام النبلاء (4/425) ط الحديث.
([20]) الإفصاح، المفيد (ص130).
([21]) البداية والنهاية (11/182) ت شيري.
([22]) الكنى والألقاب، عباس القمي (١/362).
([23]) البداية والنهاية (17/360) ت التركي.
([24]) مجالس المؤمنين، المرعشي التستري (٣/٥٧٦ – ٥٧٧).
([25]) الحوادث الجامعة والتجارب النافعة، ابن الفوطي (1/٣٥٩)، أعيان الشيعة، محسن الأمين (٩/87).
([26]) الكشكول، البحراني (٢/270).