خبر ابن عمر الذي استشهد نجاح الطائي منه بما يخدم سبئيته مبتورٌ؛ إذ إن تتمة الخبر فيه أن ابن عمر ب قد كفانا مؤنة الرد على السبئية، فقد جاءه أحد أسلاف السبئية فعاب عثمان في ذلك، فكان جواب ابن عمر أن تلك كانت مناقب لعثمان ا.
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقُعُودُ؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ، أَتُحَدِّثُنِي؟ قَالَ: أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَبَّرَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ ق وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ق: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ، وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ق بِيَدِهِ الْيُمْنَى: هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ، اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ»([1]).
فهذا حال الرافضة اليوم، يأتون بالشبهة كأنهم فازوا بالجنة، ويكبرون انتصارًا قبل أن يُفحَمُوا بالجواب، فإن ابن عمر قد بيَّن أنه إنما تخلف عن بدر بأمر رسول الله ق، والمتخلف بأمره والشاهد لها بأمره سواء بسواء؛ ولذلك قال له النبي ق: «إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ»، ومن ذلك قوله ق: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟! قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ»([2]).
فمن حبسه العذرُ فهو مشارك في الأجر، وهذا عمومٌ يدخل فيه كل أحد، لكن الفضيلةَ لعثمان أنه قد جاء النص على أنه مأجور بمثل أجرهم، وهذه كنص النبي ق على محبة علي بن أبي طالب في خيبر، فهذه فضيلة لعلي مع كونه قد شاركه الكثير في تلك المحبة، لكن مجرد النص فضيلة زائدة، وزاد عثمان فضيلة على من شارك بكونه جلس يُمرض ابنة النبي رقية بأمرٍ منه ق.
-
- الفرار في أحد:
فإن تعلق متعلق رافضي بفِرار عثمان ا يوم أحد –على الرغم من صدور التوبة الإلهية في حقه ا- فإننا نقول: إن أئمتَه قد فروا من النساء لا من القتال، وفر إمام الزمان وقائم آل محمد خوفًا على نفسه! فما سمعنا رافضيًّا قد عاب ذلك عليهم أو استنكره واستشنعه!
-
- الإمام يفر من النساء!
فهذا الإمام موسى الكاظم زوجَه أبوه منِ ابنةِ عمه دون رضاه ورغمًا عنه، حتى أنه كان يتسلق جدار البيت ويهرب منها؛ لئلا يجتمع بها، فقد روى الكليني بسنده، عن خطاب بن سلمة قال: «كان أبي زوجني ابنة عم لي، وكانت سيئة الخلق، وكان أبي ربما أغلق عليَّ وعليها الباب رجاء أن ألقاها، فأتسلق الحائط وأهرب منها، فلما مات أبي طلقتها، فقلت: الله أكبر، أجابني والله عن حاجتي من غير مسألة»([3]).
فهذا إمام معصوم يفر أمام النساء، فأيُّ مقارنةٍ إذًا؟!
-
- الإمام يفر خوفًا على نفسه!
ثم إذا طعنت الرَّافضة في بعض الصحابة ي بدعوى فرارهم من المعارك، فماذا يصنعون بإمامهم الغائب الذي فرَّ وهرب خوفًا على نفسه من الجندي العباسي؟!
فقد أخرج الكليني في كافيه عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ: «إِنَّ لِلْقَائِمِ ع غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَخَافُ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ، يَعْنِي الْقَتْلَ»([4]).
يقول شيخ الطائفة الطوسي: «لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل؛ لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار»([5]).
ويقول المرتضى: «أما سبب الغَيْبة فهو إخافة الظالمين له S، وقبضهم يده عن التصرّف فيما جُعل إليه التصرّف والتدبير له»([6]).
قال محمد الصدر: «الغيبة والاحتجاب تدوران مدار الخوف على الدوام، فمتى كان الخوف موجودًا كانت الغيبة ساريةَ المفعول، ومتى ارتفع الخوف، لم يكن ثمة موجب للغيبة»([7]).
ويقول القزويني: «وأما القائم S فروي أنه هرب خوفًا من المتوكل؛ لأنه أراد قتله»([8]).
فالذي هرب ساعةً من جيش ثم رجع عزيزًا مستعلِنًا بدينه، لا شك خير ممن تسردب وهرب أكثر من ألف عام، وكل هذا من جندي واحد جعله يهرب إلى الجحور والحفر!
فهل ثمة قياس بين الذي ملك الولاية التكوينية -على حد زعمكم- وبين رجل غير معصوم ولا له ولاية تكوينية له؟!
-
- تعليل عليل في تمريض عثمان لزوجته!
ومن حُمْق الرافضة اعتراضهم بأن عثمان لم يكن طبيبًا! يقول الرافضي نجاحٌ الطائي: «وتبريره، فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله قد أبقى عثمان عند زوجته لمرضها، ونحن نعلم بأن عثمان ليس طبيبًا!»([9]).
وهذا من أعجب العجب؛ إذ إن تمريض المريض لا يستلزم أن يكون القائم عليه طبيبًا، بل التمريض مجرد خدمة المريض بالقيام على طعامِه وشرابه وغير ذلك، ويدخل فيه إعطاء الدواء الذي وصفه الطبيب، ويسمى هذا تمريضًا عند سائر أهل اللغة، بل وفي العرف أيضًا.
يقول الجوهري: «ومَرَّضْتُهُ تَمْريضًا إِذَا قمْتُ علَيْهِ في مَرَضِهِ»([10])، وقال الزبيدي: «والتَّمْريضُ: حُسْنُ القِيامِ عَلَى الْمَرِيضِ. قالَ سِيبَوَيْه: مرَّضَهُ تَمْريضًا: قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ فِي مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ»([11]).
-
- وقوع الرافضة في عين ما عابته!
هل نسي الرافضي أن علي بن أبي طالب كان يُمَرِّض فاطمة بنفسه كما زعموا في رواياتهم؟ فهل كان ا يومئذ طبيبًا؟! روى المفيد والطوسي عن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه الحسين Q قال: «لما مرضت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وP وصَّت إلى علي صلوات الله عليه أن يكتم أمرها، ويخفي خبرها، ولا يؤذن أحدًا بمرضها، ففعل ذلك، وكان يمرضها بنفسه»([12]).
-
- غياب عثمان في يوم بدر بأمر إلهي ونبوي:
جاء النص صريحًا في سنن أبي داود أن عثمان إنما كان في مَهَمَّةٍ رسميةٍ
-إنْ صح التعبير- بأمر الله وأمر رسوله ق، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ ق قَامَ -يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ- فَقَالَ: «إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللهِ وَحَاجَةِ رَسُولِ اللهِ، وَإِنِّي أُبَايِعُ لَهُ»، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ق بِسَهْمٍ، وَلَمْ يَضْرِبْ لِأَحَدٍ غَابَ غَيْرِهِ»([13]).
ومجرد ضرب رسول الله ق بسهم لعثمان شهادةٌ منه أن عثمان قد شهد بدرًا، ففي مسندِ أحمد قال عثمان: «وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ ق حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ ق بِسَهْمِي، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ق بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ»([14]).
ثم نقول: هب أن عثمان ا قد عصَى أمر رسول الله ق ولم يجلس يُمرض ابنته وذهب ليشهد بدرًا، فهل سيكون ممدوحًا ساعتها عند الشيعة؟
قطعًا كانوا سيكفرونه ويفسقونه ويشنعون عليه؛ لمعصيته أمر رسول الله ق، وقتل ابنة رسول الله ق لتركه تمريضها!
-
- الخروج لبدر كان اختيارًا لا إجبارًا:
ومنذ متى عوتب من لم يشهد بدرًا؟! فالمعلوم أن النبي ق لم يعزم على جميع الصحابة بالخروج لها، وإنما قال كما في صحيح مسلم: «فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا»، فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «لَا، إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا»([15]).
-
- بيعة الحديبية كانت نصرة لعثمان بن عفان:
وأما الحديبية فكانت كلها لعثمانَ كما قال عبد الله بن عمر ب، فإنها إنما جرت أخذًا لثأر عثمان من المشركين، يقول الحافظ مبينًا سبب بيعة الرضوان: «وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ ق بَعَثَ عُثْمَانَ لِيُعْلِمَ قُرَيْشًا أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ مُعْتَمِرًا لَا مُحَارِبًا، فَفِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ شَاعَ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ تَعَرَّضُوا لِحَرْبِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَعَدَّ الْمُسْلِمُونَ لِلْقِتَالِ وَبَايَعَهُمُ النَّبِيُّ ق حِينَئِذٍ تَحْتَ الشَّجَرَةِ عَلَى أَلَّا يَفِرُّوا، وَذَلِكَ فِي غَيْبَةِ عُثْمَانَ، وَقِيلَ: بَلْ جَاءَ الْخَبَرُ بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ الْبَيْعَةِ»([16]).
وقد بايع رسول الله ق بيدِه لعثمان على اعتبار أنه لو لم يكن قد قُتل لنال نفس فضيلة مَن بايع تحت الشجرة، بل أعظم منه كونه قد كان في حاجة الله وحاجة رسوله ق، وكونه سببًا لها، فكان التشريف لعثمان أن بايع رسول الله ق له بيده الشريفة.
يقول الحافظ: «فَأَظْهَرَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ الْعُذْرَ عَنْ جَمِيعِهَا، أَمَّا الْفِرَارُ فَبِالْعَفْوِ، وَأَمَّا التَّخَلُّفُ فَبِالْأَمْرِ، وَقَدْ حَصَلَ لَهُ مَقْصُودُ مَنْ شَهِدَ مِنْ تَرَتُّبِ الْأَمْرَيْنِ الدُّنْيَوِيِّ وَهُوَ السَّهْمُّ، وَالْأُخْرَوِيِّ وَهُوَ الْأَجْرُ، وَأَمَّا الْبَيْعَةُ فَكَانَ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا، وَيَدُ رَسُولِ اللهِ ق خَيْرٌ لِعُثْمَانَ مِنْ يَدِهِ»([17]).
فهاتان فضيلتان لعثمان من أعظم فضائله، لكن الرافضة رامت الذم بما مدح اللهُ به ورسولُه ق.
أخرج الكليني في الكافي عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله S قال: «لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة الحديبية خرج في ذي القعدة، فلما انتهى إلى المكان الذي أحرم فيه أحرموا ولبسوا السلاح، فلما بلغه أن المشركين قد أرسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده..، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يبعث عمر، فقال: يا رسول الله، إن عشيرتي قليل، وإني فيهم على ما تعلم، ولكني أدلك على عثمان بن عفان، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين، فبشِّرهم بما وعدني ربي من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد، فتأخر عن السرح، فحمل عثمان بين يديه، ودخل عثمان فأعلمهم، وكانت المناوشة، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وجلس عثمان في عسكر المشركين، وبايع رسولُ الله صلى الله عليه وآله المسلمين، وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان، وقال المسلمون: طوبى لعثمان؛ قد طاف بالبيت، وسعى بين الصفا والمروة، وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أطُفْتَ بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله لم يطف به»([18]).
فهذا أدب عثمان مع رسول الله ق، وهذا تشريف النبي ق لعثمان، فهل من منصف من الشيعة؟
([1]) صحيح البخاري (5/98) ط السلطانية.
([2]) صحيح البخاري (6/8) ط السلطانية، صحيح مسلم (3/1518) ت عبد الباقي.
([3]) الكافي، الكليني (6/55).
([4]) الكافي (1/338) ط. الإسلامية.
([6]) المقنع في الغيبة (ص52).
([7]) تاريخ الغيبة، محمد الصدر (2/131).
([8]) تظلم الزهراء (ص543).
([9]) نظريات الخليفتين، نجاح الطائي (1/٢٥٧).
([10]) مختار الصحاح (3/1106).
([11]) تاج العروس (16/56).
([12]) الأمالي، المفيد (ص٣١٣) الأمالي، الطوسي (ص١٣٩).
([13]) سنن أبي داود (3/74).
([14]) مسند أحمد (1/525) ط الرسالة.
([15]) صحيح مسلم (3/1509).
([16]) فتح الباري، ابن حجر (7/59).
([17]) فتح الباري (7/59).
([18]) الكافي، الكليني (15/724) ط دار الحديث.