طعن الشيعة في يعقوب عليه السلام
ومن مطاعن الشيعة في الأنبياء والرسل اتهام يعقوب S بالبخل، وأن ما حل به وبيوسف R إنما هو عقوبة سببها بخل يعقوب وأهل بيته - - فقد روى الصدوق في «علل الشـرائع»، عن الثمالي، عن الإمام زين العابدين S قال: «قال صليت مع علي بن الحسين S الفجر بالمدينة يوم الجمعة، فلما فرغ من صلاته وسبحَتِه نهض إلى منزله وأنا معه، فدعا مولاةً له تسمى سكينة، فقال لها: لا يعبر على بابي سائل إلا أطعمتموه، فإن اليوم يوم الجمعة، قلت له: ليس كل من يسأل مستحقًّا؟ فقال: يا ثابت، أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقًّا فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، أطعمُوهم أطعموهم، إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشًا فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه، وإن سائلًا مؤمنًا صوامًا محقًّا له عند الله منزلة وكان مجتازًا غريبًا أعثر على باب يعقوب عشية جمعةٍ عند أوان إفطاره يهتف على بابه، أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم، يهتف بذلك على بابه مرارًا وهم يسمعونه، وقد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله، فلما يئس أن يطعموه وغشيه الليل استرجع واستعبر وشكا جوعه إلى الله D... فأوحى الله D إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استجررت بها غضبي واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك».. الرواية([1]).
فهل مثل هذا يقال في الأنبياء؟ وهل ما نزل بيعقوب وأبنائه كان سببه ما يستحيل في حق الأنبياء من البخل والحرص ورد المحتاج وقطع الأمل عن أهل الرجاء؟!
([1]) «علل الشرائع» باب (41) (ص61).