الطعن في زكريا عليه السلام

من المعروف الثابت بنص القرآن الكريم أن زكريا كان يدعو ربه سبحانه وتعالى، فقد صرح الله بذلك فقال:                    [آل عمران: 38].

لكن الشيعة تزعم أن زكريا كان إذا همه أمر دعا النبي H وعليًّا وفاطمة والحسن والحسين!

فقد روى ابن جرير الطبري الرافضي في «نوادر المعجزات» قال: «سألوا القائم S... عن تأويل (كهيعص) قال: هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليها عبده زكريا (ع)، ثم قصها على محمد G، وذلك أن زكريا (ع) سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرائيل (ع) فعلمه إياها، فكان زكريا (ع) إذا ذكر محمدًا وعليًّا وفاطمة والحسن سري عنه همه وانجلى كربه، فإذا ذكر اسم الحسين (ع) خنقته العبرة ووقعت عليه الهموم، فقال ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعًا منهم تسليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله عن قصته فقال: (كهيعص)، فالكاف: اسم كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء: يزيد (لعنه الله) وهو ظالم الحسين (ع)، والعين: عطشه، والصاد: صبره. فلما سمع بذلك زكريا (ع) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول...»([1]).

فهذه نماذج لطعن الشيعة في أنبياء الله ورسله، بل إن شئت قلت: ما سلم منهم أو سلم لهم نبي من الأنبياء، فعلى زعم الشيعة لولا على ما سلمت لنبي دعوة، ولا نجى نبي من كرب وضيق، فقد رووا عن علي I وكذبوا- أنه قال: «أنا رافع إدريس مكانًا عليًّا، أنا منطق عيسي في المهد صبيًّا»، وقوله: «أنا جاوزت موسى في البحر، وأغرقت فرعون وجنوده، أنا أعلم هماهم البهائم، ومنطق الطير، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد صبيًّا، أنا الذي يصلي عيسى خلفي، أنا الذي ينقلب في الصور كيف يشاء الله»، وقوله: «أنا الخضر معلم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا تكلمت علي لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الرجفة، أنا صاحب الزلزلة، أنا اللوح المحفوظ، إلي انتهى علم ما فيه، أنا أتقلب في الصور كيفما شاء الله، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغير... » الخ([2]) وما عساه يكون الكفر إن لم يكن هذا الكلام المنسوب زورًا إلى ابن عم رسول الله H ؟!

 

 

([1]) «نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة» أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي. تحقيق: باسم محمد الأسدي. الطبعة الأولى. قم: مكتبة العلامة المجلسي (ص192).

([2]) «جنة الحوادث في شرح زيارة الوارث» الكاشاني (1/14).