الطعن في خُلُق النبي

لقد مدح الله تعالى نبيه H بقوله:       [القلم:4]، فعن سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ([1]) قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللهِ H، قَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللهِ D:       [القلم:4]؟ » ([2])، ولخص النبي H رسالته في قوله: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»([3]).

 لكن الأمر عند الشيعة على النقيض من ذلك تمامًا، فقد اتهموا النبي H بكل نقيصة في أخلاقه، وحاشاه H، ومما زعموه:

أولًا: أنه كان كل همه إذا بحث عن امرأة للزواج أن يأخذ امرأة عظيمة الفرج، فقد جاء في «الكافي»: «قال: كان النبي H إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها، ويقول للمبعوثة: شمي ليتها فإن طاب ليتها طاب عرفها، وانظري كعبها فإن درم كعبها عظم كعثبها»([4]). ويقول صدوقهم في كتابه «من لا يحضره الفقيه»: «والكعثب: الفرج» ([5]).

فهذه الرواية تزعم أن النبي H كان إذا أراد الزواج من امرأة فإنه يكون كل همه أن يبحث عن فرج كبير ضخم! فكيف وهو الذي حث على اختيار صاحبة الدين؟! فعن أبي هريرة I، عن النبي H قال: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»([6]).

بل زعم الشيعة أن النبي H كان ضعيفًا في إتيان نسائه؛ ولذلك نزلت عليه هريسة من السماء فعوضته عن هذا الضعف لما خطب على المنبر وغضب؛ لأن الناس سألوا عن مضاجعته للنساء!

روى صاحب «عيون أخبار الرضا» بإسناده أن رسول الله H قال: «ضعفت عن الصلاة والجماع فنزلت عليَّ قِدْرٌ من السماء، فأكلت فزاد في قوتي قوة أربعين رجلًا في البطش والجماع، وهو الهريس»([7]).

فهذه الرواية تصرح بأن النبي H عندهم اعترف بضعفه عن النساء؛ ولذلك نزلت الهريسة كما في رواية «الكافي» عن هشام بن سالم([8]): «عن أبي عبد الله S قال: «إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة فقالا لها: يا أم سلمة، إنك قد كنت عند رجل قبل رسول الله H، فكيف رسول الله من ذاك، فاعف عنا عفا الله عنك، وكان النبي H إذا كلم استحيا وعرق، وغض طرفه عن الناس حياء حين كلموه، فنزل في الخلوة؟ فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبي H، فقامت إليه مبادرة فَرَقًا([9]) أن ينزل أمر من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله H حتى تربد وجهه، والتوى عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجر رداءه حتى صَعِدَ المنبر، وبادرت الأنصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر، فحمد الله واثني عليه، ثم قال: أيها الناس، ما بال أقوام يتبعون عيبي، ويسألون عن غيبي، والله إني لأكرمكم حسبًا، وأطهركم مولدًا، وأنصحكم لله في الغيب، ولا يسألني أحد منكم عن أبيه إلا أخبرته. فقام إليه رجل، فقال: مَن أبي؟ فقال: فلان الراعي، فقام إليه آخر، فقال: مَن أبي؟ فقال: غلامكم الأسود، وقام إليه الثالث، فقال: مَن أبي؟ فقال: الذي تنسب إليه. فقالت الأنصار: يا رسول الله، اعف عنا عفا الله عنك؛ فإن الله بعثك رحمة، فلما كان في السحر هبط عليه جبرائيل S بصحفة من الجنة، فيها هريسة، فقال: يا محمد، هذه عملها لك الحور العين، فكلها أنت وعليٌّ وذريتكما؛ فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله H وعليّ وفاطمة والحسن والحسين Q فأكلوا، فأعطي رسول الله H في المباضعة من تلك الأكلة قوة أربعين رجلًا، فكان إذا شاء غشي نساءه كلهن في ليلة واحدة»([10]).

وقال البحراني (1107ﻫ) في «الحدائق الناضرة»: «وفي صحيح هشام بن سالم المتضمن لإهداء الله الهريسة لنبيه G وأهل بيته، قال: فجلس رسول الله G وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصلاة والسلام، فأكلوا وأعطي رسول الله G في المباضعة من تلك الأكلة قوة أربعين رجلًا، فكان إذا شاء غشي نساءه كلهن في ليلة واحدة»([11]).

فهل بلغت دناءة الأخلاق أن يقول النبي H لأصحابه أنه ضعيف جنسيًا، وأن الله تداركه بهريسة فجعلته يقوى على نسائه، ومن دناءة الأخلاق أيضا أنهم يقولون: أنه -وحاشاه- دعا زوج ابنته ليأكل من هريسة تقويه جنسيًا، بل وأكلت منها فاطمة، وأكل منها الحسن والحسين!

وتجد أنهم بعد ذلك يروون عن النبي H أنه نصح عليًّا بأن لا يجامع فاطمة في أوقات وعلى أحوال كثيرة، وجعل ينصحه في ذلك وكرر عليه لفظة: «يا علي، لا تجامع امرأتك»، في رواية واحدة ست عشرة مرة([12]).

فأين الحياء إذًا؟!

ثانيًا: نسبوا إلى النبي H أنه أمر بكثرة السب، بل والكذب على المخالف، ففي «الكافي» عن أبي عبد الله S أن رسول الله H قال: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي، فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام، ويحذرهم الناس، ولا يتعلموا من بدعهم؛ يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة»([13]).

قال مرتضى الأنصاري شارحًا: «قوله (ع) في حق المبتدعة: (باهتوهم كيلا يطمعوا في إضلالكم) محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زانٍ أو سارقٌ، وكذا إذا زاد ذكر ما ليس فيه من باب المبالغة، ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم؛ لأجل المصلحة، فإن مصلحة تنفير الخلق عنهم أقوى من مفسدة الكذب.

وفي رواية أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل، ثم قال لي: والله يا أبا حمزة، إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا، ثم قال: نحن أصحاب الخمس، وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا، وفي صدرها دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة، ثم أشار (ع) إلى أولوية قصد الصدق بإرادة الزنا من حيث استحلال حقوق الأئمة».

فهم يجوزون الكذب على المخالف بدون ضرورة، بل ويوجبون الإكثار من السب، ثم ينسبون ذلك إلى النبي H، فهل كان النبي H فاحشًا بذيئًا؟! حاشاه H.

ثالثًا: زعمهم تلصصه H على محارم الناس وأعراضهم، فقد نسبوا إلى الرضا لما سأله ابن الجهم([14]) قائلًا: «فأخبرني عن قول الله D:           [الأحزاب:47]، أمْرٌ أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك!

وإنما أراد بذلك تنزيه الباري D عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله، فقال الله D:               [الإسراء:40]، فقال النبي: لما رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولدًا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله H وقوله لها: سبحان الذي خلقك!([15]).

والعجيب هو عدم العجب من تلك الرواية، بل عدها علماء الشيعة من الأحوال التي يؤيد الله بها أنبياءه!

قال نعمة الله الجزائري (ت1112هـ) معلقًا على الرواية: «(أقول): هذا ليس بعجيب؛ لأن الله سبحانه يجري الحق لأوليائه على ألسنة أعدائه في كثير من الأحوال وفي أغلب الأزمان» ([16]).

وفي تفسير القمي: «فلما هاجر رسول الله H إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يومًا- فأتى رسول الله H منزله يسأل عنه- فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسْحَقُ طيبًا بفِهْرٍ([17])، فنظر إليها -وكانت جميلة حسنة- فقال: سبحان الله خالق النور، وتبارك الله أحسن الخالقين، ثم رجع
رسول الله
H إلى منزله- ووقعت زينب في قلبه موقعًا عجيبًا»([18]).

رابعًا: ومما نسبوا إليه ظلما وزورًا أنه كان يتحرش حتى بابنته عياذًا بالله، قال التبريزي([19]): «كانت P معصومة مع عدم الإمامة، ذات معجزات وكرامات مع عدم النبوة والإمامة، وكانت من أهل العباء والكساء والمباهلة، وقد عقَد عقْد تزويجها في السماء على ما يأتي إليه الإشارة، وكانت تكلمها الملائكة وتحدثها، وهي أم الأئمة النقباء النجباء، وأنجب الورى من بين النساء، ساطعًا عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، ورسول الله G كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة، يشمها ويلتذ من استشمامها»([20]).

خامسًا: ومن مساوئ الأخلاق التي نسبها الشيعة للنبي H زعمهم أنه كان يستهزئ بالمؤمنين وأفعالهم، قال الكلبايكاني([21]) في كتاب الطهارة مستدلًا برواية تدل على ما ذكرنا قال: «وصحيحة داود بن نعمان([22]) قال: سألت أبا عبد الله S عن التيمم فقال: إن عمارًا أصابته جنابة فتمعك كما تتمعك الدابة، فقال له رسول الله G وهو يهزأ به: يا عمار، تمعك كما تتمعك الدابة»([23]).

قارن بين هذه الرواية ورواية البخاري التي فيها يقول عمار I: «... بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ H فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ المَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ H، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا» فَضَرَبَ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ»([24]).

فهذا تعليم رسول الله H لعمار دون استهزاء ولا سخرية، بل ولا حتى إعادة للجملة التي في السكوت عن ذكرها غاية الكرم والنبل في الجواب، بخلاف رواية الشيعة التي فيها استهزاء بعمار Iرغم أنه اجتهد لأداء الصلاة؛ أفيكون جزاؤه الاستهزاء والسخرية؟!

والاستهزاء بالمؤمنين من أخلاق الكفار وصنيعهم، لا من أخلاق أهل الإيمان فضلًا عن النبي H، فهذا الذي طعنوا به على النبي H إنما هو عناد لكتاب الله تعالى الذي اثني على أخلاق النبي H، بل وجاءت السنة مشحونة بالثناء على أخلاق النبي H وحسن سيرته وأخلاقه H، ويكفي اللبيب في ذلك قول الله تعالى:                  [التوبة: 128]. فقد اثني الله D ومدح النبي H في علاقته بأصحابه، ورحمته بهم وشفقته عليهم، وجمع له اسمين من أسمائه، قال الحسين بن الفضل: «لم يجمع الله لأحد من أنبيائه اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد H، فإنه قال:                                                    [البقرة:143]»([25]).

قال القاضي عياض: «وأما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلًا عما فوقه، واثني الشرع على جميعها، وأمر بها ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها ووصف بعضها بأنه من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخلق وهو الاعتدال في قوى النفس وأوصافها والتوسط فيها دون الميل إلى منحرف أطرافها، فجميعها قد كانت خلق نبينا H على الانتهاء في كمالها والاعتدال إلى غايتها حتى اثني الله عليه بذلك فقال تعالى:       [القلم:4]([26]).

 

([1]) سعد بن هشام بن عامر الأنصاري المدني، يروي عن أبيه وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وأنس وغيرهم، وعنه حميد بن هلال وزرارة بن أوفى والحسن البصري وغيرهم، وهو ثقة من الطبقة الثالثة، استشهد بأرض الهند، روى له الجماعة كما في «التقريب» (ص232) رقم (2258)، وذكره ابن حبان في «الثقات"، انظر: «طبقات ابن سعد» (7/209)، و«الثقات» لابن حبان (4/294)، و«التهذيب» (3/483) رقم (900).

([2]) «مسند أحمد» (٤١/١٤٨-١٤٩) رقم (25813) واللفظ له، وأبو يعلى في مسنده (8/275) ت. حسين أسد، رقم (4862)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (11/265) رقم (4435 - 4434)، وأصل الرواية في صحيح مسلم، والحديث صححه الألباني في صحيح و«ضعيف سنن النسائي» (٢٤٥/٤)، وصححه محققو طبعة الرسالة لمسند أحمد (٤١/١٤٨-١٤٩) رقم (25813)، وقال حسين سليم أسد في تعليقه على رواية أبي يعلى: «رجاله رجال الصحيح».

([3]) «مسند أحمد» (2/381، رقم (8939)، والبخاري في «الأدب المفرد» (1/104، 273)، وابن أبى شيبة (11/500) رقم (32433)، وابن سعد (1/192)، والحديث صححه الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (١١٢/١).

([4]) «الكافي» (5/335).

([5]) «من لا يحضره الفقيه» أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381هـ). تحقيق: حسين الأعلمي. الطبعة الأولى. بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1406هـ/1986م (3/254)، وقال ابن منظور: «وامرأَة كَعْثَبٌ وكَثْعَبٌ: ضَخْمة الرَّكَب، يَعْنِي الفرجَ، وتَكَعْثَبَت العَرارَةُ، وَهِيَ نبتٌ: تجمَّعتْ وَاسْتَدَارَتْ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لقُبلِ المرأَة: هُوَ كَعْثَبُها وأَجَمُّها وشَكْرُها»، «لسان العرب» (1/720).

([6]) «صحيح البخاري» كتاب: النكاح، بَاب: الأَكْفَاء فِي الدِّينِ (7/7) رقم (5090)، «صحيح مسلم» كِتَابُ: الرِّضَاعِ، بَابُ: اسْتِحْبَابِ نِكَاحِ ذَاتِ الدِّينِ (2/108)، رقم (1466).

([7]) «عيون أخبار الرضا» (ع) (2/77).

([8]) هشام بن سالم الجواليقي العلاف، زعم أن معبوده على صورة الإنسان، قال الشيعة: إنه كان من أصحاب الصادق والكاظم، وهو من ثقات الرواة عندهم، قال عنه النجاشي: «ثقة ثقة».

      انظر: «الفرق بين الفرق» (ص216)، «الملل والنحل» (1/185) ومن مصادر الشيعة: «معجم رجال الحديث» (20/324) رقم (13361)، «رجال النجاشي» (434) رقم (1165)، «الكنى والألقاب» (2/160).

([9]) أي: خوفًا.

([10]) «الكافي» (11/304 306)، وقال المجلسي في «مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول» (20/421): «صحيح».

([11]) «الحدائق الناضرة» (23/150).

([12]) المرجع السابق (23/142- 145).

([13]) «الكافي» (4/123).

([14]) الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمّد الشيباني، جده بكير هو أخو زرارة بن أعين، قال الطوسي: من أصحاب الكاظم والرضا ووثّقه، ووثقه النجاشي كذلك. انظر: «أعيان الشيعة» (5/39 -40)، «تنقيح المقال» (١٩/٤٠).

([15]) «عيون أخبار الرضا (ع)» (1/263).

([16]) «النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين» (ص28).

([17]) الفِهْر: حجر ناعم أجوف.

([18]) «تفسير القمي» (2/172- 173).

([19]) محمّد جواد محمّد تقي أبي القاسم الطباطبائي التبريزي، ولد في القرن الثالث عشر الهجري، قال عنه الخونساري في أحسن الوديعة: «كان عالمًا فاضلًا، ثقةً عارفًا عابدًا زاهدًا، رئيسًا مشارًا إليه، نافذ الكلمة، وكان للعلوم جامعًا، وفي فنونها بارعًا، وكانت له اليد الطولى في معرفة الأدب، والباع الممتد في حفظ لغات العرب، وكان عارفًا بالتفسير والحديث والرجال، وبالجملة كان أحد الأئمة الأعلام المجتهدين، وركن العلماء العاملين، بل إمام دهره بلا مدافعة، وفقيه عصره بلا منازعة، اشتهر اسمه السامي فملأ الأقطار والأصقاع، وشاع ذكره في جميع الديار والبقاع، رحلت الطلبة من قرى تبريز إليه وحضروا عليه».

      من مؤلّفاته: اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء P، الصراط المستقيم في شرح الأربعين حديثًا في فضائل أمير المؤمنين، تُوفّي في التاسع عشر من جمادى الأُولى 1387ﻫ بمدينة تبريز.

      انظر: «طبقات أعلام الشيعة» (13/321) رقم (659)،  و«ذكريات وخواطر» (33) و«معجم رجال الفكر والأدب» (1/حرف التاء).

([20]) «اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء» محمد علي بن أحمد القراچه داغي التبريزي الأنصاري. تحقيق دار فاطمة P للتحقيق، السيد هاشم الميلاني. الطبعة الأولى. قم: مؤسسة الهادي، 1418هـ (1/235).

([21]) محمّد رضا ابن السيّد محمّد باقر الموسوي الكلبايكاني، قال عنه الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: «عالم جليل، ومدرّس فاضل وهو اليوم من العلماء الفضلاء في قم، ومن المدرّسين المشاهير بها»، من مؤلفاته: «إفاضة العوائد» (تعليق على درر الفوائد للشيخ الحائري) (مجلّدان)، «هداية العباد» (رسالته العملية) (مجلّدان)، تُوفّي عام 1414ﻫ.

      انظر: «طبقات أعلام الشيعة» (14/742) رقم (1218)، «الدر المنضود في أحكام الحدود» (2/414)، «موسوعة أحاديث أهل البيت» (12/377)، «موسوعة طبقات الفقهاء» (2/457)، «فهرس التراث» (2/666).

([22]) داود بن النعمان: مولى بني هاشم، أخو علي بن النعمان وداود الأكبر، روى عن أبي الحسن موسى وقيل: أبي عبد الله S، له كتاب: داود بن النعمان الأنباري، من أصحاب الصادق S، وحول وثاقته ينقل محسن الأمين في أعيان الشيعة فيقول: «وفي الخلاصة ثقة عين ثم نقل رواية الكشي، والحاصل أنه يمكن استفادة توثيقه من قول النجاشي أنه أعلى من أخيه علِي ومن رواية الكشي أنه خير فاضل»، كان حيًّا بعد 183هـ.

      انظر: «رجال النّجاشيّ» (159)، رجال الطّوسيّ» (191)، «معجم رجال الحديث» (٨/١٣٥) رقم (٤٤٣٩)، «أعيان الشيعة» (٦/٣٨٥)، «تنقيح المقال» (٢٦/٢٩٣)، «التحرير الطاووسي» (١/١٨٩)، «موسوعة طبقات الفقهاء» (٢/١٩٤).

([23]) «كتاب الطهارة تقرير أبحاث فقيه العصر» محمد هادي المقدس النجفي. قم: دار القرآن الكريم (1/256).

([24]) «صحيح البخاري» كتاب التيمم، باب التيمم ضربة (1/77) رقم (٣٤٧).

([25]) «الجامع لأحكام القرآن» (8/302).

([26]) «الشفا بتعريف حقوق المصطفى، مذيلًا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء(أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت 544هـ)، والحاشية: أحمد بن محمد بن محمد الشمني. بيروت: دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، 1409هـ/1988م (1/96).