بالرغم من ادعائهم محبته والتشيع له إلا أن طعونات الشيعة الإمامية في علي بن أبي طالب Iمتعددة وكثيرة، نورد منها للاستدلال على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- تشبيهه I بالبعوضة:
قال القمي (ت329هـ) في تفسير قول الله تعالى: [البقرة: 26]: «حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (ع): إن هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين (ع)، فالبعوضة أمير المؤمنين (ع)، وما فوقها رسول الله (ص)»([1]).
وهذا كلام لا يقبله العقل السليم، فما دخل علي Iفي هذا المثل الذي ضربه الله D؟!
2- الطعن في شجاعته وإجباره على البيعة:
من القضايا التي اختلقها علماء الشيعة للتدليل على قولهم بوجود خلاف بين علي Iوباقي الصحابة، أنه تخلف عن بيعة أبي بكر I، حتى أُجبر على ذلك، وبايع قهرًا وقسرًا، وجر كالجمل المخشوش.
قال ابن طاووس([2]): «فدخلوا على أمير المؤمنين S، ولببوه بثوبه، وجعلوا يقودونه قود البعير المخشوش»([3]).
وقال عبد الحسين الأميني([4]): «وأول من فتح باب التجري بمصراعيه على هذه الفضيلة الرابية هو عمر ابن الخطاب، يوم قادوا صاحب الفضيلة إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش، وقال: إن أنا لم أفعل فمَهْ؟ قالوا: إذًا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك»([5]).
وقال علي الشهرستاني([6]): «وبالفعل، طبق قانون الإكراه؛ إذ أخرج علي بالقوة، يقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش، وسيق سوقًا عنيفًا، وامتلأت شوارع المدينة واجتمع الناس ينظرون، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع»([7]).
وهذا من الكذب البين الذي اختلقه الشيعة من أجل ادعاء العداوة بين أهل البيت والصحابة رضي الله عن الجميع.
3- الزعم أن عليًّا I ينام مع عائشة J -وحاشاهما- في لِحافٍ واحد:
وقد سبق ذكر هذا الكلام المكذوب، مع الرد عليه([8]).
وأقول: حاشا النبي H أن يفعل هذا الأمر، وأن يجعل زوجه وابن عمه في لحاف واحد، ويقوم ليصلي، والعجيب أن علماء الشيعة الإمامية رأوا هذا الفعل الشنيع من مناقب عليّ I؛ إذ يدل عندهم على مكانته الخاصة، وقربه الشديد من رسول الله H.
قال نعمة الله الجزائري (ت1112هـ): «أما قوله بأن عليًّا S كان يدخل على النبي G في كل حين فهو حق؛ لأن عليًّا S كان له من المحرمية بالنسبة إلى بيت النبي H فقد روي عنه أنه قال: كنت معه في بعض الغزوات فحممت ولم يكن عند النبي G سوى لحافٍ واحد، وكانت معه زوجته عائشة فأنامني معه ومع زوجته تحت ذلك اللحاف، ولما قام لصلاة الليل ثنى بعض اللحاف بيني وبين زوجته»([9]).
ولا ندري من أين جاءت هذه المحرمية بين علي Iوأزواج النبي H؟!
وهذا بلا شك طعن في رسول الله H وطعن في علي وطعن في أم المؤمنين.
([1]) «تفسير القمي» (1/35).
([2]) أبو القاسم، علي بن موسى بن جعفر بن محمّد الطاووس، ولد عام ٥۸۹ﻫ، قال عنه الحر العاملي: «حالة في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضًا شاعرًا أديبًا منشئًا بليغًا» من مؤلّفاته: «اللهوف على قتلى الطفوف»، «اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي S بإمرة المؤمنين»، «فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم»، تُوفّي عام ٦٦٤ﻫ.
المصدر: مجلة الخزانة العدد الثاني لسنة الأولى ربيع الأول ١٤٣٩هـ كانون الأول ٢٠١٧م.
([3]) «طرف من الأنباء والمناقب» ابن طاووس (ص552).
([4]) عبد الحسين بن أحمد بن نجف علي الأميني، ولد في عام 1320ﻫـ. بمدينة تبريز في إيران، قال عنه النمازي الشاهرودي في «مستدرك سفينة البحار»: «العلّامة المجاهد المحامي عن حريم الولاية».
من مؤلفاته: «الغدير في الكتاب والسنّة والأدب» (11 مجلّدًا)، «السجود على التربة الحسينية»، تُوفّي عام 1390ﻫـ.
انظر: «مستدركات أعيان الشيعة» (1/82) «معجم رجال الفكر والأدب» (1/حرف الألف).
([5]) «الغدير» عبد الحسين الأميني النجفي (9/319).
([6]) علي بن عبد الرضا بن زين العابدين بن محمد حسين الشهرستاني، أحد الشيعة المعاصرين، ولد في عام 1958م، له مؤلفات عدة منها: «جمع القرآن»، «حي على خير العمل»، «زواج أم كلثوم الزواج اللغز»، «منع تدوين الحديث»، وغيرها.
موقع مجلة الأحرار:
https://ahrar.imamhussain.org/news201.html
([7]) «تاريخ الحديث النّبوي» عليّ الشهرستاني (ص257).
([8]) «بحار الأنوار» (101/49).
([9]) «الأنوار النعمانية» (1/53).