الطعن في فاطمة

- اتهام فاطمة J بقلة الأدب:

قال محمد كاشف الغطاء: «وكلماتها مع أمير المؤمنين S بعد رجوعها من المسجد؛ وكانت ثائرة متأثرة أشد التأثر حتى خرجت عن حدود الآداب التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها، فقالت له: يا بن أبي طالب، افترست الذئاب وافترشت التراب... إلى أن قالت: هذا ابن أبي فلانة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهد في كلامي، وألفيته الألد في خصامي»([1]).

وهذا الكلام القبيح من كاشف الغطاء بناء على ما ورد في الموروث الروائي في كتب الشيعة الإمامية في قصة فدك، فبعد أن اتهموا أبا بكر Iبغصب حقها، لفقوا هذه القصة، وطعنوا من حيث يشعرون أو لا يشعرون في علي وفاطمة L.

قال محمد فاضل المسعودي([2]): «ثم انكفَأَتْ P وأمير المؤمنين S يتوقع رجوعها إليه، ويتطلع طلوعها عليه، فلما استقرت بها الدار قالت لأمير المؤمنين S: يا بن أبي طالب، اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين! نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل؛ هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهر في خصامي، وألفيته ألد في كلامي، حتى حبستني قيلة نصرها، والمهاجرة وصلها، وغضت الجماعة دوني طرفها؛ فلا دافع ولا مانع، خرجت كاظمة، وعدت راغمة، أضرعت خدك يوم أضعت حدك، افترست الذئاب، افترشت التراب، ما كففت قائلًا، ولا أغنيت باطلًا، ولا خيار لي. ليتني مت قبل هنيتي ودون زلتي. عذيري الله منك عاديًا ومنك حاميًا»([3]).

هكذا صور علماء الشيعة فاطمة J، وبهذه الطريقة الفجة في الخطاب كلمت زوجها عليًّا I.

يقول المجلسي شارحًا لهذه الرواية: «وعاديًا... إما من قولهم: عدوت فلانًا عن الأمر... أي: صرفته عنه، أو من العدوان بمعنى تجاوز الحد، وهو حال عن ضمير المخاطب... أي: الله يقيم العذر من قبلي في إساءتي إليك حال صرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حال تجاوزك الحد في القعود عن نصري... أي: عذري في سوء الأدب أنك قصرت في إعانتي والذب عني»([4]).

وقال التبريزي الأنصاري: «قولها P: (ومنك حاميًا) أي: الله يقبل عذري أيضًا في إساءتي إليك، وإيذائي إياك بالمخاطبة الخشنة، والمكالمة الغليظة في حال حمايتك عني، والحماية عن الرجل الدفع عنه، وفي بعض النسخ: عذيري الله منك عاديًا ومنك حاميًا، أي: الله يقبل العذر أو يقيمه من قبلي في إساءتي إليك حال صرفك المكاره ودفعك الظلم عني، أو حال تجاوزك الحد في القعود عن نصري، أي: عذري في سوء الأدب وأنك قصرت في إعانتي والذب عني»([5]).

ولا شك أن هذا الكلامَ طعن في علي I؛ إذ اتهمته بالتقصير في الدفاع عنها وحمايتها، والتفريط في استرداد حقها في فدك، وفيه كذلك الطعن في أخلاق فاطمة رضي الله عنها؛ إذ كلمت زوجها بهذه الطريقة غير اللائقة، وأساءت الأدب معه، وآذته بالقول.

2- زعمهم دخول سلمان الفارسي على فاطمة L ورؤية شعرها وساقها:

روى ابن طاووس بسنده، عن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال: «خرجت من منزلي يومًا بعد وفاة رسول الله H بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب (ع) ابن عم الرسول H فقال لي: يا سلمان، جفَوْتَنَا بعد رسول الله (ص)! فقلت: حبيبي أبا الحسن، مثلكم لا يجفى، غير أن حزني على رسول الله H طال، فهو الذي منعني من زيارتكم، فقال (ع) لي: يا سلمان، ايت منزل فاطمة بنت رسول الله (ص)، فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد أتحفت بها من الجنة، قلت لعلي (ع): قد أتحفت فاطمة (ع) بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله (ص)، قال: نعم بالأمس، قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (ع) بنت محمد H فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت، ثم قالت: يا سلمان، جفوتني بعد وفاة أبي (ص)، قلت: حبيبتي لم أجفكم، قالت: فمه! اجلس واعقل ما أقول لك، إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق»([6]).

أيعقل أن يدخل سلمان الفارسي على فاطمة L في غياب زوجها، ويراها على هذه الصورة غير اللائقة؟!

 

([1]) «جنّة المأوى» محمد حسين كاشف الغطاء (ص64 - 65).

([2]) محمد فاضل المسعودي شيعي معاصر، لم أجد له ترجمة.

([3]) «الأسرار الفاطميّة» محمد فاضل المسعودي. قم إيران: مؤسسة الزائر في الروضة المقدسة  لحضـرة فاطمة المعصومة S للطبعة والنشر (ص499).

([4]) «بحار الأنوار» (29/319).

([5]) «اللمعة البيضاء» التبريزي الأنصاري. تحقيق: السيد هاشم الميلاني. مؤسسة الهادي الطبعة الأولى: 1418 ه‍ إيران - قم: دار فاطمة P للتحقيق (ص735).

([6]) «مهج الدعوات ومنهج العبادات(ابن طاووس. قم: دار الذخائر، 1411ه (ص5).