اتهامه عليه السلام بأنه كان ناصبيًّا - عياذًا بالله
قال الثمالي: دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين S وقال: «... إن الله تعالى لم يبعث نبيًّا من آدم إلى أن صار جدك محمد إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سَلِمَ وتخلص، ومن توقف عنها وتمنع من حملها لقي ما لقي... وما لقي إبراهيم S من النار إلا لإنكاره ولاية الأئمة»([1]).
فكان إبراهيم الخليل عياذًا بالله من النواصب، وهم في عقيدة الشيعة الذين ينكرون ولاية علي بن أبى طالب I، فما أقبحهم! يثنون على إبليس لأنه في زعمهم كان يحب عليًّا ويطعنون في الخليل، فقد جاء في بحار الأنوار للمجلسي عن المسعودي رفعه، عن سلمان الفارسي V قال: «مر إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين S فوقف أمامهم، فقال القوم: من الذي وقف أمامنا؟ فقال: أنا أبو مرة، فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا؟ فقال: سوأة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب؟ فقالوا له: من أين علمت أنه مولانا؟ فقال: من قول نبيكم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله» فقالوا له: فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه، وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد، فقالوا له: يا أبا مرة فتقول في علي شيئا؟ فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله D في الجان اثنتي عشرة ألف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله D الوحدة، فعرج بي إلى السماء الدنيا، فعبدت الله في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة أخرى في جملة الملائكة، فبينا نحن كذلك نسبح الله D ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني، فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا: سبوح قدوس، نور ملك مقرب أو نبي مرسل، فإذا النداء من قبل الله B: لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه»([2]).
سبحانك هذا بهتان عظيم!
([1]) «بحار الأنوار» (14/401 ر 15 ب 26)، «المناقب» (4/138)، «البرهان» (4/37)، «دلائل الإمامة» محمد بن جرير الطبري الصغير الشيعي. مؤسسة البعثة. قم إيران الطبعة الأولى 1413(1/211).
(1) «بحار الأنوار» (39/162)، و«علل الشرائع» (ص59).