أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

رامي عيسى: شفاعة النبي لأبي طالب "تخفيف خاص" لا يُقاس عليه طلب المدد من غير الله (فيديو)

قال الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، إن النبي صلى الله عليه وسلم حاول أن يشفع لعمه أبي طالب بعد وفاته، مؤكدًا أن النبي ﷺ لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا، وأن الاستغاثة والطلب لا تكون إلا من الله سبحانه وتعالى، في ردٍّ علمي على من يزعمون جواز طلب المدد من غير الله.

وأوضح عيسى، في حلقة جديدة من سلسلة حلقاته حول السيرة النبوية، أنه تم التوقف في الحلقة الماضية عند وفاة أبي طالب على ملة عبد المطلب، وأن صحبة السوء كانت سببًا في عدم نطقه بكلمة التوحيد.

وأشار إلى ما رواه الشيخان في صحيحيهما عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما أغنيت عن عمك؟ فوالله كان يحوطك ويغضب لك»، فقال رسول الله ﷺ: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»، مبينًا أن معنى الضحضاح هو ما يبلغ الكعبين، وأن ذلك تخفيف خاص لأبي طالب ببركة النبي ﷺ.

كما استشهد بما رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال في شأن عمه أبي طالب: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه»، مؤكدًا أن هذا التخفيف من خصائص أبي طالب ولا يكون لغيره.

وانتقل الدكتور رامي عيسى إلى الحديث عن وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، موضحًا أنها توفيت في نفس العام الذي توفي فيه أبو طالب، وهو العام العاشر للبعثة، قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكانت من أعظم من وقف مع النبي ﷺ وسانده في دعوته. وبيّن فضلها مستشهدًا بما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن جبريل عليه السلام أتى النبي ﷺ فقال: «يا رسول الله هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

وأضاف أن الإمام أحمد وابن حبان رويا بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال: «... أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران».

وأشار الباحث في الشأن الشيعي إلى أن إيذاء قريش للنبي ﷺ اشتد بعد وفاة أبي طالب، حيث نالت قريش من النبي ﷺ ما لم تكن تطمع به في حياة عمه.

ونقل عن الحافظ ابن كثير قوله إن غالب ما روي من طرح سلا الجزور بين كتفي النبي ﷺ وهو يصلي، ومحاولة خنقه، وعزم أبي جهل على وطء عنقه وهو ساجد، إنما وقع بعد وفاة أبي طالب.

كما أورد ما رواه ابن إسحاق بسند صحيح مرسل عن عروة بن الزبير، أن النبي ﷺ قال: «ما نالت مني قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب».

واستشهد بما رواه الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة دخول فاطمة رضي الله عنها على النبي ﷺ وهي تبكي خوفًا مما تآمرت عليه قريش، وكيف خرج النبي ﷺ إلى المسجد بعد وضوئه، فألقى عليهم التراب وقال: «شاهت الوجوه».


اقرأ أيضا| د. رامي عيسى يستعرض تفاصيل "المقاطعة الجائرة" وحصار بني هاشم في سيرة النبي ﷺ (فيديو)

 


لتحميل الملف pdf

تعليقات