أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

البخاري في ميزان العلماء: لماذا يُعد أصح كتاب بعد القرآن؟.. رامي عيسى يرصد (فيديو)

قال الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، إن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري يُعد من أعظم أئمة الإسلام، وإمامًا حجة، وأمير المؤمنين في المحدثين، وسيدًا من سادات الفقهاء، وصاحب كتاب «صحيح البخاري» الذي يُعد أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.

وأوضح الدكتور رامي عيسى، في فيديو نشره عبر قناته الرسمية على موقع يوتيوب، أن الإمام البخاري وُلد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال سنة 194هـ في خراسان، مشيرًا إلى ما رواه الحسن بن الحسين البزاز عن هيئة الإمام البخاري، حيث قال: «رأيت محمد بن إسماعيل شيخًا نحيف الجسم، ليس بالطويل ولا بالقصير».

نشأة الإمام البخاري وبداية نبوغه العلمي

وبيّن أن الإمام البخاري فقد بصره في صغره، إلا أن والدته رأت في المنام نبي الله إبراهيم عليه السلام يبشرها بعودة بصر ابنها بسبب شدة دعائها، فاستيقظت لتجده كما بُشرت.

وأضاف أن البخاري أُلهم حفظ الحديث قبل سن العاشرة، وكان في الحادية عشرة من عمره يصحح للعلماء، حتى إنه راجع الإمام الداخلي في مسألة علمية، وبعد مراجعة الأصل تأكد صحة قول البخاري.

وأشار إلى أن الإمام البخاري حج إلى مكة وهو في السادسة عشرة من عمره، وبدأ هناك رحلة طلب العلم، وكان قد حفظ كتب وكيع وابن المبارك قبل ذلك. وذكر أن أول مؤلفاته كان «كتاب التاريخ» في تسعة مجلدات، ألفه وهو في الثامنة عشرة من عمره، كما ألّف كتاب «الاعتصام» في ليلة واحدة.

رحلاته في طلب العلم ومكانته بين العلماء

وأكد الدكتور رامي عيسى أن الإمام البخاري ارتحل في طلب علم الحديث إلى مكة والمدينة ونيسابور والري وبغداد والبصرة والشام، وكان يقول: «كتبت عن ألفٍ وثمانين رجلًا». كما كان معلمًا فذًا، تتلمذ على يديه كبار أئمة الحديث، منهم الإمام مسلم، والإمام الترمذي، والإمام النسائي، وكان يجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألف طالب علم.

وفي سياق اهتمامه بالحديث النبوي، نقل عن محمد بن يوسف أنه بات مع الإمام البخاري ليلة فوجده يقوم أكثر من خمس عشرة مرة، يوقد السراج ويكتب ما يخطر له من فوائد حديثية.

أخلاق الإمام البخاري وزهده

وتطرق الدكتور رامي عيسى إلى أدب الإمام البخاري، حيث نقل قوله عند خروجه من عند محمد بن سلام: «أترون البكر أشد حياءً من هذا؟». كما نقل عنه قوله: «ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر بأهلها».

وذكر قول ابن محمد السمرقندي إن البخاري كان قليل الكلام، لا يطمع فيما عند الناس، ولا يشتغل بأمورهم، وكان كل شغله العلم.

وأضاف أن الإمام البخاري كان يعفو عمن يسيء إليه، ويستشهد بقوله تعالى: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»، ويروي عن النبي ﷺ قوله: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض»، وقوله ﷺ: «من دعا على ظالمه فقد انتصر».

شهادات العلماء في الإمام البخاري

وأوضح أن الإمام أحمد بن حنبل قال: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري». وقال عمرو بن علي: «حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل البخاري ليس بحديث».

كما نقل عن الإمام مسلم قوله للبخاري: «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله».

وقال الإمام الترمذي: «لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل البخاري».

«صحيح البخاري» والعقيدة الصحيحة

وبيّن الدكتور رامي عيسى أن الإمام البخاري قال عن صحيحه: «ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح، وتركت من الصحاح كيلا يطول الكتاب»، وكان لا يكتب حديثًا إلا بعد أن يصلي ركعتين، واستغرق جمع الكتاب ست عشرة سنة. كما أكد أن البخاري كان شديد الارتباط بالقرآن الكريم، وظهر ذلك في كتابي «الإيمان» و«التوحيد» في صحيحه، وفي كتاب «خلق أفعال العباد» الذي رد فيه على الجهمية والقدرية.

محنة الإمام البخاري ووفاته

وأشار إلى محنة الإمام البخاري في نيسابور، حين اتهم ظلمًا بمسألة اللفظ بالقرآن، فصرح بقوله: «القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، والامتحان بدعة». وأكد براءته من هذه التهمة، مشيرًا إلى كتابه «خلق أفعال العباد» شاهدًا على ذلك.

واختتم الدكتور رامي عيسى حديثه بذكر وفاة الإمام البخاري، حيث توفي ليلة عيد الفطر، يوم السبت الأول من شوال سنة 256هـ، في قرية خرتنك قرب سمرقند، داعيًا الله أن يرحمه ويجزيه خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.


لتحميل الملف pdf

تعليقات