شبهات وردود

د. عبد الله يكتب: فليتق الله كل من حاد عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وتنكب طريق أصحابه

نظرت لهذه الدلو كيف يفيض ماؤها عند امتلائها، فتذكرت قول أبي تمام: 

"شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض الكأس عند امتلائها". 


وهذا البيت من بديع الشعر وعيون الحكمة؛ وهو مثل ينطبق على كل من أسر سريرة وانتحل نحلة خالها تخفى على الناس أبد الدهر، فإنه لابد وأن تظهر يوما؛ و "ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، و "ما عمل أحدٌ قط سرًّا إلا ألبسه الله رداءً علانيةٍ، إن خيرًا فخيرًا، وإن شرًّا فشرًا".


ويعجب المرء من حال المنافقين كيف يستخفون بنظر الله تعالى إليهم {یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ}.
ولكن ينقضي العجب إذا علم المرء أن من عقوبات المعاصي طمس البصائر وانتكاس القلوب، فيحال بين المرء وقلبه، فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، ويستمرئ الكذب حتى يجعله دينا، ويكذب ويحلف على كذبه، ويزين له سوء عمله، فهو عند الله في عداد الكذابين، ولا ينطق بغير الكذب حتى حين يبعث يوم القيامة (یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا یَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَیۡءٍۚ أَلَاۤ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَـٰذِبُونَ).


فليتق الله كل من حاد عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وتنكب طريق أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، من المهاجرين والأنصار، وعلى رأسهم الصديق والفاروق رضي الله عنهما.

وحسبي هذا القدر من البيان وإيضاح شيء مما تضمنه هذا البيت، ومن يهد الله فهو المهتد؛ ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. 


والله من وراء القصد 
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


لتحميل الملف pdf

تعليقات