قال عليٌّ الكورانيُّ: «قال صاحب الصحيح من السيرة (3/288، 6/14، 4/45): إن تسميته بالصديق كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، وإن الروايات الصحيحة تنص على أن الصديق لقب لعلي دون أبي بكر.
فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله: «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل ياسين، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم»، فقد حصر النبي صلى الله عليه وآله الصديقين بالثلاثة، وهو ينافي تسمية أبي بكر بالصديق.
وعن معاذة قالت: سمعْتُ عليًّا وهو يخطُبُ على منبر البصرة يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، ينفي بذلك تسميتهم لأبي بكر.
وتدل رواية ابن سعد (3/120) على أن الناس سموه به، وليس النبي صلى الله عليه وآله، قال عبد الله عمرو بن العاص: «سميتموه الصديق وأصبتم اسمه».
أقول: وقد صححوا هم أحاديث تسمية النبي صلى الله عليه وآله عليًّا بالصديق الأكبر، والفاروق بين الحق والباطل! ففي كبير الطبراني (6/269)، ومجمع الزوائد (9/101): «عن أبي ذر وسلمان قالَا: أخذ النبي (ص) بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين»، والاستيعاب (4/1744)، وكنز العمال (11/616)، و(13/122)، عن مصادر عديدة، وقال في الكشف الحثيث (ص144)، عن راوي الحديث عباد بن عبد الله الأسدي: «واعلم أن ابن حبان ذكر عبادًا في ثقاته، روى له في الخصائص هذا الحديث».
وقال الذهبي في «سيره» (23/79): «إسناده واهٍ» وقال في ميزان الاعتدال (2/416): «قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك.
قلت: قد أغنى الله عليًّا عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل».
ثم رواه الذهبي في ميزان الاعتدال (3/101)، عن النسائي في الخصائص ولم يضعفه. ورواه ابن حجر في الإصابة (7/293)، ولم يضعفه.
أقول: لا حجة لهم في تضعيف راويه، وهم بذلك يحاولون نفيَ اللقب عن أمير المؤمنين؛ لأنه يكشف أن تسميتهم لأبي بكر به إنما هي منافسة لعلي!
وأقوى منه حديث لا يستطيعون تضعيفه، رواه ابن ماجه (1/44)، عن علي، قال: «أنا عبد الله، وأخو رسوله صلى الله عليه وآله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب! صليت قبل الناس لسبع سنين». في الزوائد: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال، وقال: صحيح على شرط الشيخين، والحاكم: (3/112)، ومجمع الزوائد: (9/101)، ومصنف ابن أبي شيبة: (7/498)... إلخ([1]).
الرد التفصيلي على الشبهة:
أولاً: ثبت لأبي بكر هذا الاسم والوصف بالدلائل الكثيرة، وبالتواتر الضروري عند العام والخاص، والذي وصفه بهذا الوصف هو رسول الله، ففي البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَعِدَ أُحُدًا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ، وَشَهِيدَانِ»([2]).
وفي صحيح مسلم عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ الله: «اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ»([3]).
وهذا الحديث نص صريح في أن الذي لَقَّب أبا بكر بالصدِّيق بذلك إنما هو رسول الله.
قال ابن هبيرة: «إشارة من النبي إلى شهادة لأبي بكر بالصديقية وللباقين بالشهادة، فمًن قُتل منهم فهو شهيد، ومن مات منهم فإنه لم يمت إلا متمنيًا لأن يستشهد في سبيل الله، وفيه أيضًا: أن الصديق أفضل من الشهيد؛ لأنه قدَّمه عليه، وجعله مرتبة»([4]).
وفي سنن الترمذي: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الهَمْدَانِيِّ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ق عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ {المؤمنون:60} قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: «لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَلَّا تُقْبَلَ مِنْهُمْ: ﴿أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ {المؤمنون:61}».
وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ نَحْوَ هَذَا»([5]).
وفي (مستدرك الحاكم): «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ فَمَنْ كَانَ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، وَسَمِعُوا بِذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا: هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ؟ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ! قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأَصُدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ، فَلِذَلِكَ سُمَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ». هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ([6]).
قال النووي: «وأجمعت الأُمة على تسميتِه صديقًا. قال علي بن أبي طالب: إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صديقًا، وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله ولازم الصدق، فلم يقع منهم هناة ولا وقفة في حال من الأحوال»([7]).
ثانيًا: الرواياتُ التي ذكروها في تسمية علي بالصديق لا تصح، مع إيماننا أن عليًّا وسائر العشرة هم أصدق الخلق بعد الأنبياء والرسل، لكن محاولة سرقة لقب الصديق من أبي بكر لعلي لا يفعلها إلا مزرٍ على أمة الإسلام قاطبة، التي أجمعت على أن هذا اللقب إنما هو للصديق أبي بكر، ونحن نذكر الروايات التي ذكروها، وحكم أهل العلم عليها:
الرواية الأولى: جاء في فضائل الصحابة: وَفِيمَا كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ غَنَّامٍ الْكُوفِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْمَكْفُوفَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ جَمِيعٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ: حَبِيبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ يَاسِينَ الَّذِي قَالَ: ﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ {يس:20}، وَحِزْقِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾ {غافر:28}، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الثَّالِثُ، وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ»([8]).
قال المحقق الدُّكْتُورُ وَصِيُّ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ عَبَّاسٍ فِي تَعْلِيقِهِ: «مَوْضُوعٌ؛ لِأَجْلِ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ أَبِي الْمُنْذِرِ، وَقِيلَ: أَبِي عُثْمَانَ، فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ، كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُتَّهَمُ بِالْوَضْعِ»([9]).
وقال الذهبي عنه: قُلْنَا: وَهَذَا كَذِبٌ، وَقد ثَبَتَ أَن النَّبِيَّ وَصَفَ أَبَا بكر بِأَنَّهُ صديقٌ، وَصَحَّ من حَدِيثِ ابْن مَسْعُود مَرْفُوعًا: «لَا يزَال الرجل يصدق ويتحرى الصدْق حَتَّى يكْتب عِنْد الله صديقًا»، فالصديقون بِهَذَا كثير، وَقَالَ تَعَالَى فِي مَرْيَم وَهِي امْرَأَة: ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ ﴾ {المائدة:75}.
قَالَ: وَعَنِ النَّبِي أَنه قَالَ لعَلي: «أَنْت مني وَأَنا مِنْكَ»، قُلْنَا: نعم أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيثِ الْبَراء، لما تنَازع عَليّ وجعفر وَزيد فِي ابْنة حَمْزَة، فَقضى بهَا لخالتِهَا، وَكَانَت تَحت جَعْفَر، وَقَالَ: «أَنْت مني وَأَنا مِنْك»، وَقَالَ لجَعْفَر: «أشبهْتَ خَلْقي وَخُلُقِي»، وَقَالَ لزيد: «أَنْت أخُونَا ومَوْلانا»، لَكِن هَذَا اللَّفْظ قد قَالَه النَّبِيُّ ق لطائفة من أَصْحَابه، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي مُوسَى أَن النَّبِي ق قَالَ فِي الْأَشْعَرِيين: «هم مني وَأَنا مِنْهُم»([10]).
وقال الشيخ الألباني: «موضوع»([11]).
الرواية الثانية في سنن ابن ماجه قال: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا عَبْدُ اللهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ، صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بسَبْعِ سِنِينَ»([12]).
قال المحقق: «إسناده ضعيف، عباد بن عبد الله -وهو الأسدي الكوفي- قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في «الضعفاء» وذكر له حديث علِي هذا، وقال: الرواية في هذا فيها لين. وقال علِي ابن المديني: ضعيف، وقد ضرب الإمام أحمد على حديث علي: «أنا الصديق الأكبر» وقال: هو منكر.
وأخرجه ابن أبي شيبة (3/368)، ومن طريقه: ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1324)، وفي «الآحاد والمثاني» (ص178) عن عبد الله بن نمير، والنسائي في «الكبرى» برقم (8340) عن أحمد بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم (3/111 – 112) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المنهال بن عمرو، عن عباد ابن عبد الله الأسدي، عن علي.
وقال: صحيح على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، وهو ليس على شرط واحد منهما، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (ص186) من طريق نوح بن قيس، عن رجل قد سماه -ذهب عن أبي موسى اسمه-، عن معاذة بنت عبد الله العدوية قالت: سمعت عليًّا يخطب على المنبر وهو يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم. وهذا سند ضعيف لجهالة الراوي عن معاذة العدوية».
الرواية الثالثة: رواية الطبراني قال: «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزِيرُ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ ابْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَا: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ق بِيَدِ عَلِيٍّ ا فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَهَذَا فارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يُفَرَّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهَذَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّالِمِ»([13]).
قال ابن كثير في «جامع المسانيد»: «وهذا حديث منكر جدًّا»([14])، وقال الهيثمي: «وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ»([15]).
قال الشيخ سعود بن عيد بن عمير الصاعدي: «وفي السند: أبو سُخيلة، وهو كوفي، مجهول، وفضيل بن مرزوق هو: الأغر، صدوق يهم، ورمي بالتشيع، وفي سند الطبراني: إسماعيل بن موسى السدي، وهو رافضي، ضعيف، ولا أدري إن كان في سند البزار، أم لا! وحديثه مما يقوي بدعته.
فهذه ثلاث علل مؤثرة في الإسناد، ولا ذنب لعُمرَ بن سعيد فيه، وكان من الأولى بالهيثمي أن يعلّه بها، أو ببعضها على أقل تقدير»([16]).
الرواية الرابعة في الآحاد والمثاني: «حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، نا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ -ذَهَبَ عَنْ أَبِي مُوسَى اسْمُهُ- عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا ا يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِم»([17]).
وفي «الضعفاء للعقيلي» قال: «سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَلَا يُعْرَفُ سَمَاعُ سُلَيْمَانَ مِنْ مُعَاذَةَ»([18]).
وقد سبق بيان ضعفها في الكلام على الرواية الثانية.
وهذا يدل على كذب الكوراني الذي ادعى أننا صححنا أحاديث تسمية علِي بالصديق الأكبر.
أما رواية الطبقات فـ«عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أبو بكر سمّيتموه الصّدّيق وأصَبْتُم اسمه»([19]).
فهي رواية صحيحة، وليس فيها أن تسمية الصديق بذلك إنما كان من الصحابة ابتداء، وقد سبق بيان أن أول من سماه هو رسول الله محمد، وإنما دلت الرواية على متابعة الصحابة للنبي.
ثالثًا: أجاد شيخ الإسلام في جوابه عن ذلك، فقال بعد تضعيف الروايات: «الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ سَمَّى مَرْيَمَ صِدِّيقَةً، فَكَيْفَ يُقَالُ: الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ: الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ، إِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ لَا صِدِّيقَ إِلَّا هَؤُلَاءِ، فَإِنَّهُ كَذِبٌ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنْ أَرَادَ أَنَّ الْكَامِلَ فِي الصِّدِّيقِيَّةِ هُمُ الثَّلَاثَةُ، فَهُوَ أَيْضًا خَطَأٌ، لِأَنَّ أُمَّتَنَا خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْمُصَدِّقُ بِمُوسَى وَرُسُلِ عِيسَى أَفْضَلَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِمُحَمَّدٍ؟!
وَاللهُ تَعَالَى لَمْ يُسَمِّ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ صِدِّيقًا، وَلَا يُسَمَّى صَاحِبُ آلِ يَاسِينَ صِدِّيقًا، وَلَكِنَّهُمْ صَدَّقُوا بِالرُّسُلِ. وَالْمُصَدِّقُونَ بِمُحَمَّدٍ أَفْضَلُ مِنْهُمْ.
وَقَدْ سَمَّى اللهُ الْأَنْبِيَاءَ صِدِّيقِينَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا﴾ {مريم:41}، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا﴾ {مريم:56}، وَقَوْلِهِ عَنْ يُوسُفَ: ﴿أَيُّهَا الصِّدِّيقُ﴾ {يوسف:46}.
الْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ {الحديد:19}، وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ فَهُوَ صِدِّيقٌ»([20]).
رابعًا: ثبتت تسمية أبي بكر بالصديق من طريق أهل البيت عند السنة والشيعة.
فقد جاء عند الدارقطني في الفضائل: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقُ قَالَ: نَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي يَعْنِي: عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: عَنِ الصِّدِّيقِ، تَسْأَلُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَرْحَمُكَ اللهُ، وَتُسَمِّيهِ الصِّدِّيقُ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، قَدْ سَمَّاهُ صَدِّيقًا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَمِنْكَ: رَسُولُ اللهِ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَمَنْ لَمْ يُسَمِّهِ صَدِّيقًا، فَلَا صَدَّقَ اللهُ قَوْلَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، فَاذْهَبْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَتَوَلَّهَا، فَمَا كَانَ مِنْ إِثْمٍ فَفِي عُنُقِي»([21]).
وقال: «عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَمَا وَلِيَنَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلَهُ»([22]).
وقال أيضًا: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْحَدَّادُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ لِي جَارٌ يَزْعُمُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَتَبَرَّأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ب قَالَ: فَغَدَوْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَتَبَرَّأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ فَمَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: بَرِئَ اللهُ مِنْ جَارِكَ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شَكَاةً، فَأَوْصَيْتُ فِيهَا إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ»([23]).
وقال: «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: نَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: أَتُسَمِّي أَبَا بَكْرٍ ا الصِّدِّيقَ؟ قَالَ: سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ ق الصِّدِّيقَ، فَمَنْ لَمْ يُسَمِّهِ الصِّدِّيقَ فَلَا صَدَّقَ اللهُ قَوْلَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ»([24]).
ومدحه أيضًا وذكر لقبه زيد بن علي: «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: نَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ا إِمَامُ الشَّاكِرِينَ ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ {آل عمران:144}»([25]).
وهذا أيضًا محمد ابن الحنفية ينصح أهل الكوفة بالكف عن الصديق، قال الدارقطني: «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: نَا جَدِّي قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: نَا الْقِدَاحُ قَالَ: نَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، اتَّقُوا اللهَ وَلَا تَقُولُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا لَيْسَا لَهُ بِأَهْلٍ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي الْغَارِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَإِنَّ عُمَرَ أَعَزَّ اللهُ بِهِ الدِّينَ»([26]).
هذه بعض الروايات من طريق أهل السنة، وأما من طريق الشيعة فكثير أيضًا، ومن ذلك:
ما جاء في كتاب (الجعفريات) قال: «أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ (ع) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (ص) يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ فِي الْأُولَى سَبْعًا وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسًا وَيُصَلِّي قَبْلَ الْخُطْبَةِ وَيَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَبِي فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَعْدَهُ»([27]).
* وفي (كشف الغمة): «عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد ابن علي عن حلية السيوف فقال: لا بأس به، قد حلَّى أبو بكر الصديق ا سيفه، قلت: فتقول الصديق؟! قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق؛ فلا صدق الله له قولًا في الدنيا ولا في الآخرة»([28]).
وكعادة الشيعة فإنهم حملوا تلك الرواية على التقيَّة، يقول محققهم البحراني: «ولو صح أنه قال ذلك، لكان على وجه التقية، والتقية رحمة للشيعة، وقد قال الصادق: التقيَّة ديني ودين آبائي. وقال: لا دين لمن لا تقية له»([29]).
وهذه مُديةُ ذبْحِ الحق عندهم، ورمي عقيدة أهل البيت خلف ظهورهم، وقد اعترف علماء الشيعة في كلامهم بهذا اللقب رغمًا عنهم: يقول الشريف المرتضى في «الرسائل»: «ولم تزل العرب في الجاهلية تنسب الولد إلى جده، إما في موضع مدح أو ذم، ولا يتناكرون ذلك ولا يحتشمون منه، وقد كان يقال للصادق أبدًا: أنت ابن الصديق؛ لأن أمه بنت القاسم بن محمد ابن أبي بكر»([30]).
وجاء في كتاب مستدرك الوسائل للميرزا النوري: «عن جده جعفر بن محمّد قال: أخبرني جدي القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق»([31]).
وفي (الإيضاح) للفضل بن شاذان: «وقد ذكرنا في باب أبي بكر الصديق إنما كان تأخر علِي عنه تلك الأيام لجمعه القرآن»([32]).
وفي الغارات للثقفي قال: «كانت تحت قيس قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق»([33]).
وأختم بفتوى عجيبة في ذلك! فقد سُئل المرجع محمد صادق الروحاني برقم (265): «هل يصحّ تلقيب أبي بكر بـ(الصدّيق)؟
باسمهِ جلّت أسماؤه: الصدّيق لغة: مبالغة عن كثرة الصدق من ناحيةٍ، وقوّة التصديق بالمعارف الإلهيّة من ناحيةٍ أخرى؛ ولذلك لا يصحّ وصف أحد به إلَّا المعصوم، ومع ذلك فقد ورد من ناحية الشرع أنَّه لا يصحُّ وصف أحد به إلَّا أمير المؤمنين؛ حيث ورد عنه: أنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلَّا كذَا»([34]).
قلتُ: لو تأمل هذا المرجع في كتاب الله لما تفوه بذلك؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾ {النساء:69}.
فذكر الأعلى درجة وهم الأنبياء، ثم مَن هم أدنى منهم وهم الصديقون، ثم مَن هم أدنى وهم الشهداء، ثم الصالحون، (وقد تجتمع في نبي كل تلك الصفات)، ولو أراد الأئمة فلا بد أن تكون الآية على عقيدة الشيعة بتقديم الصديقين على الأنبياء؛ كون الإمامة أعلى من النبوة.
يقول الطباطبائي: «المراد بالصديقين هم الذين سَرَى الصدقُ في قولهم وفعلهم، فيفعلون ما يقولون، ويقولون ما يفعلون»([35]).
بل إن المجلسي زعم أن جميع الشيعة يدخلون تحت تلك اللفظة فقال: «ويحتمل الأخير وجهًا آخر، وهو أن يكون المراد بالصديقين الشيعة، فيحتمل إرجاع الضمير إلى الأئمة أو الصادقين إضافة إلى المفعول»([36]).
قلت: وهذا أشد بهتان في الدنيا أن يُنزع لفظ الصديق من أصدق الناس بعد الأنبياء والرسل، ثم يُعطى لقوم يتدينون بدين تسعة أعشاره الكذب، حتى صاروا أكذب خلق الله على الإطلاق!
ويكفي في رد زعمهم ما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ {الحديد:19}، فحصر ذلك في المعصوم يحصر من آمن بالله ورسله في المعصومين، وهذا تكفير لسائر بني آدم جميعًا خلا الأنبياء والرسل!
اقرأ أيضا| زعمهم أن تبشير غير المعصوم بالجنة إغراء بالقبيح.. ولا يجوز
([1]) ألف سؤال وإشكال، علِي الكوراني العاملي (٣/٧٧ -78).
([2]) صحيح البخاري (5/9) ط السلطانية.
([3]) صحيح مسلم (7/128) ط التركية.
([4]) الإفصاح عن معاني الصحاح (8/84).
([5]) سنن الترمذي (5/327) ت شاكر، قال السقاف: «صحيح لغيره. رواه: الترمذي، وابن ماجه، وابن جرير، وأحمد، وغيرهم؛ من حديث عائشة وأبي هريرة . انظر: «جامع الأصول» (2/244)، «السلسلة الصحيحة» (1/255) رقم (162)، تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن (ص315).
([6]) المستدرك على الصحيحين للحاكم، ط العلمية (3/65) قال الذهبي (4407): «صحيح»، وصححه بشواهده الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (1/615).
([7]) تهذيب الأسماء واللغات (2/181).
([8]) فضائل الصحابة، أحمد بن حنبل (2/655).
([9]) هامش فضائل الصحابة (2/٦٥٥).
([10]) المنتقى من منهاج الاعتدال (ص309).
([11]) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/530).
([12]) سنن ابن ماجه (1/87) ت الأرنؤوط.
([13]) المعجم الكبير، الطبراني (6/269).
([14]) جامع المسانيد والسنن (3/527). وقال محققه د: الدهيش: «المعجم الكبير» للطبراني (6/329)، وقال الهيثمي: «رواه البزار عن أبي ذر وحده، وفيه عمر بن سعيد المصري، وهو ضعيف». مجمع الزوائد: (9/102)، والخبر ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/344).
([15]) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/102).
([16]) الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة (7/17)
([17]) الآحاد والمثاني، ابن أبي عاصم (1/151).
([18]) الضعفاء الكبير، العقيلي (2/130).
([19]) الطبقات الكبير (3/156) ط الخانجي.
([20]) منهاج السنة (7/125).
([21]) فضائل الصحابة، الدارقطني (ص84).
([22]) فضائل الصحابة، الدارقطني (ص51).
([23]) فضائل الصحابة، الدارقطني (ص60).
([24]) فضائل الصحابة، الدارقطني (ص76).
([25]) فضائل الصحابة، الدارقطني (ص77).
([26]) السابق نفسه.
([27]) الجعفريات، الأشعثيات، محمد بن أشعث (1/45).
([28]) كشف الغمة، ابن أبي الفتح الإربلي (2/360).
([29]) كتاب الأربعين، البحراني (1/325).
([30]) رسائل الشريف المرتضى، الشريف المرتضى (3/264).
([31]) مستدرك الوسائل، النوري (1/335).
([32]) الإيضاح، الفضل بن شاذان (1/223).
([33]) الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي (1/220).
([34]) أجوبة المسائل في الفكر والعقيدة والتاريخ والأخلاق، محمد صادق الروحاني (٢/122).
([35]) تفسير الميزان (19/163).
([36]) مرآة العقول (٢/٤٢٩).
لتحميل الملف pdf