شهدت حلقة جديدة من برنامج الباحث في الشأن الشيعي الدكتور رامي عيسى نقاشًا بينه وبين متصلٍ شيعي، دار حول مسألة الاستغاثة بالأئمة والأموات، وما إذا كانت تُعد من الشرك أم لا.
البداية: "هات سؤالك يا حبيبي"
بدأ رامي عيسى الحوار قائلًا: «هات سؤالك يا حبيبي، مش أنت شيعي؟»، فردّ المتصل: «تمام، شنو عنوان الحلقة اليوم؟»، ليجيبه عيسى: «حبيبي، أنت لو شيعي وعندك سؤال، المجال فري، اسأل عمّا تريد».
عندها قال المتصل: «تمام تمام، بس أنت أشكلت مرة على نقطة، إننا مثلاً نقول يا حسين أو يا علي أو يا محمد، وهذا تعتبره شركًا».
رامي عيسى يرد من القرآن الكريم
قال رامي: «انتظر، من قال يا محمد ﷺ أو يا حسين أغثني فهذا شرك، فالصحابة كانوا مع النبي ﷺ في غزوة بدر كما ورد في سورة الأنفال، وكان النبي معهم، ومع ذلك قال الله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾، أي إنهم استغاثوا بربهم ولم يستغيثوا بالنبي وهو بينهم، فجاء المدد من السماء. فكيف يأتي أحد بعد 1400 سنة ويخالف النبي والقرآن ويقول أستغيث بالبشر؟ لا، آخذ كلامه وأرميه خلف ظهري».
المتصل يرد: "نأخذ الروايات من السنة والشيعة"
ردّ المتصل قائلًا: «تمام، حرد عليك، أولًا نحن نأخذ جمع الروايات سواء من كتب السنة أو كتب الشيعة».
فقاطعه رامي عيسى قائلاً: «قبل أن تقول الروايات، لماذا لم تقل القرآن؟ ألم يقل النبي إنه ترك فينا الثقلين: القرآن والعترة؟ قل لي أولًا: هل عندك دليل من القرآن على جواز الاستغاثة وطلب الحاجات من الأموات؟».
فأجاب المتصل: «القرآن يحتاج من يشرحه».
فردّ عيسى بقوة: «مصيبة! وهذه هي الكارثة التي ضيعت الشيعة، أن المعممين أوهموهم أن القرآن طلاسم لا يفهمها أحد. مع أن الله قال: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾، فالقرآن ميسر وواضح لكل من تدبره».
جدال حول حديث عمر والعباس
استكمل المتصل قائلاً: «أنا سأجيبك بعدة نقاط، وسأذكر أيضًا من كتب السنة. مثلاً في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب...».
فقاطعه رامي عيسى قائلًا: «استغاث بدعاء العباس وليس بالعباس نفسه».
فقال المتصل: «فقد قال عمر: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فاستسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فسقوا».
وردّ عيسى: «نعم، كانوا يتوسلون بدعاء العباس لأنه حي، ولم يقولوا: يا عباس أغثنا، بل طلبوا منه أن يدعو لهم. ولو قرأت الرواية ستجد أنه قال: قم يا عباس فادعُ لنا، أي صلى بهم صلاة الاستسقاء، ولم يقل اتمسحوا بالعباس أو استغيثوا به. الله تعالى يقول: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾».
رامي عيسى: "القرآن ميسر وليس طلاسم"
تابع رامي عيسى مؤكداً: «المصيبة أنهم جعلوا القرآن عند الشيعة كأنه رموز لا تُفهم، بينما الله أنزله ليفهمه المؤمنون والمشركون على السواء، لكن المعممين خوّفوهم منه ليعتمدوا على الروايات الضعيفة والفهوم الباطلة».
المتصل يعاود الاتصال
وبعد دقائق، اتصل المتصل الشيعي مرة أخرى، فقال له رامي:«هات لنا آية من القرآن على جواز التوسل بالأموات، أعطنا أي آية تجيز ذلك».
فقال المتصل: «وابتغوا إليه الوسيلة»، فردّ عيسى موضحًا: «كلمة الوسيلة هنا لا تعني الأشخاص أو الأموات، بل كما فسرها الإمام علي رضي الله عنه في نهج البلاغة: أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله الصلاة والزكاة والحج».
لتحميل الملف pdf