شيعة العراق.. هل خانوا بلادهم وبايعوا نظام الوليّ الفقيه؟! "تحقيـق"

لم يكن تخريب العراق، وليد اليوم والليلة، وإنما كان نتاجًا طبيعيًا لتخطيط استمر عشرات سنين، من نظام الملالي الطائفي الذي يحكم إيران، بالتعاون جواسيس خونة، من الشيعة العراقيين، الذين باعوا حكم صدام حسين، وسلموا العراق على طبق من ذهب للأمريكان.

لقد باع الشيعة بلدهم، وتورط المرجع الشيعي العراقي السيستاني، في الفتوى بعدم محاربة الأمريكان، حيث باع الفتوى بمئات الألوف من الدولارات، في مقابل خيانة بلده وشعبه.

 

وقد وثّق الموقع الرسمي للباحث رامي عيسى، فتاوى السيستاني الإجرامية، التي أوجبت على الشيعة دفع الخمس، في الوقت الذي أجازت فيه احتلال البلاد على حساب ممتلكات العراقيين وثرواتهم، التي نهبتها إيران، وعطّشت الشعب العراقي، وسرقت ثرواته ونفطه، باسم حب آل البيت.

مكانة العراق

إن إيران تعلم حقيقة مكانة العراق في قلوب العرب، بالإضافة إلى مكانتها الجغرافية والإقليمية وكونها بمثابة بوابة مهمة للدخول إلى المنطقة العربية والسيطرة عليها، ولذلك فقد شكّلت الدولة الفارسية فاعلًا رئيسيًّا في كل ما يحدث داخل العراق، ولعل ذلك يتضح جليًا عندما ترى صور «خامنئي» ومعممي إيران معلقة في ميادين بغداد العريقة.

 

ليس ذلك فحسب، بل وعلى مختلف الأصعدة،  تمارس إيران دورًا كبيرا في العراق كي تتمكن طهران من التواصل الجيد مع حلفائها في المنطقة، هذا الدور ذو الأبعاد السياسية، الأمنية، الاقتصادية، والعقائدية، ما كان ليصل إلى ما هو عليه لولا الأزمات التي يمر بها العراق في الوقت الذي يتخلي فيه العرب والمسلمون -كما هو الحال غالبًا- عن بعضهم البعض.

 

يقول السفير الأمريكي الأفغاني الأصل زلماي خليل زاده، والذي كان مستشارًا لشؤون الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ثم مبعوثًا خاصًا لدى المعارضة العراقية في نهاية 2002، وسفيرًا لواشنطن في بلده الأصلي أفغانستان وفي العراق والأمم المتحدة، في كتابه «المبعوث.. من كابل إلى البيت الأبيض رحلتي في عالم مضطرب»،.«أنه تيقن من وجود خطة للتدخل في العراق والإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين بمجرد تعيينه مبعوثًا لدى المعارضة العراقية في الخارج، حيث كانت مهمته توحيدها وتشكيل حكومة بديلة بعد إسقاط صدام، وبعد إبلاغ إيران مسبقًا بخطط أمريكا لغزو العراق وإجراء لقاءات معها سرًا قبله وبعده، إذ جمعتنا تلك اللقاءات في جنيف مع السفير الإيراني في الأمم المتحدة آنذاك محمد جواد ظريف الذي تعهد له بعدم التعرض للطائرات الأمريكية في حال اخترقت المجال الجوي الإيراني، وإن التعهد جاء رغم عدم تطرق الاجتماع للبحث في أي تطمينات لطهران بأنها لن تُستهدفَ في العملية العسكرية الأمريكية، وأن اللقاءات تواصلت بعد الغزو وبحثت مستقبل الحكم في العراق، وأن إيران دعمت بقوة تشكيل حكومة من معارضة المنفى واستئصال حزب البعث وإعادة بناء قوات الأمن العراقية من جديد، وهو ما تحقق رغم تحفظ خليل زاده عليه».

 

بدأت الفرصة تتسع للدولة الفارسية لتمدد نفوذها داخل العراق، عقب الاحتلال الأمريكي مباشرة في أبريل 2003م، وتجددت فرصة إيران بشكل أكبر أثناء أزمة العراق الأمنية التي حدثت في بداية عام 2014م،  بعد الظهور الإعلامي المفاجئ للفرقة المارقة «داعش» حيث أعلنت عن سيطرتها على عدد من المحافظات العراقية.

ويشير عدد من الخبراء إلى أن طهران متورطة في صناعة ودعم تنظيم داعش، حيث ظهر ذلك عندما اتخذت إيران ظهور التنظيم في العراق ذريعة للتدخل الأمني لها، بقوات كبيرة من ضباط وخبراء وجنود ليتدخلون وبشكل مباشر إلى قلب بغداد، حيث يتم الإعلان عن تعيين قاسم سليماني[2] قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مستشارًا عسكريًا للحكومة العراقية، لتكون بداية الظهور الحقيقي للسيطرة الفارسية على العراق والتوغل فيها، وسليماني أحد اكبر المتورطين في دماء آلاف المسلمين في العراق وسوريا واليمن وغيرها.

ونشرت وكالة «فارس»، عن حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، أن «إيران تسيطر فعلًا على أربع عواصم عربية كمال قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو»، ومؤكدًا أن «جماعة الحوثيين في اليمن هي إحدى نتاجات الثورة الإيرانية».

ليؤكد بعده مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، أن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبينًا أن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية التي ستمتد إلى المملكة العربية السعودية.

وبعد هذا التوغل الإيراني، رفضت العراق رسميًا، المشاركة في عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وأعلن العراق تحفظه على القرار الصادر عن جامعة الدول العربية باعتبار حزب الله اللبناني حزبا إرهابيًا، كما تغيب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عن حضور الاجتماع الطارئ بالجامعة العربية بالقاهرة، والتي دعت إليه السعودية لاتخاذ قرارات واضحة تجاه تنظيم حزب الله في لبنان.

هذا الدور تنامى واستفحل بشكل كبير؛ وذلك نتيجة لعدة عوامل؛ أبرزها التغيرات في موازين القوى الداخلية العراقية، وكذا الإقليمية والدولية في بيئة الشرق الأوسط، ونحاول هنا أن نقف مع أبرز الطرق الإيرانية التي سعت من خلالها للتغول داخل العرق:

الحروب العراقية والاحتلال الأمريكي الذي سلمها لإيران على طبق من ذهب:

حرب «العراق – إيران» (1980-1988م):

السبب..

عندما تحاول أن تسرد الأحداث تاريخيًا، ترى التطلع الفارسي للسيطرة والريادة، ففي عام 1969م ألغى شاه إيران محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق سنة 1937م، وطالب بهلوي بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين، وقد أسلفنا ما فعلته ايران عام 1971م  حيث احتلت البحرية الإيرانية المسلحة الجزر الإماراتية (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وعقب احتلال إيران للجزر العربية الثلاث عقدت الجامعة العربية اجتماعها الطارئ، وطالبت العراق الدول العربية بقطع علاقاتها بإيران، وأعلنت بغداد رسميًا قطع العلاقات مع طهران في ديسمبر 1971م، وفي 1972م بدأ اندلاع الصداع العسكري بين إيران والعراق، حيث ازدادت الاشتباكات على الحدود وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال والمدعومة بتسليح إيراني، وبعد وساطات عربية وقّعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975م، واعتبر على أساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، تضمن الاتفاق كذلك وقف دعم إيران للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق.

بعد ثورة إيران عام 1979م، تأزمت العلاقات بين العراق وإيران بسبب السعي الإيراني لتصدير الثورة الخمينية إلى المنطقة العربية وأبرزها العراق، فسحب صدام سفير العراق من طهران، وأعلنت طهران سحب سفيرها من بغداد في مارس 1980م وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي. في 4 سبتمبر 1980 اتهمت العراق الإيرانيين بقصف البلدات الحدودية العراقية واعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975م مع إيران في 17 سبتمبر 1980م، واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءًا من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980م هاجم العراق أهدافًا في العمق الإيراني، وردّت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية.

وسعى الزعيم الإيراني، الخميني، إلى تصدير الثورة الإيرانية للدول المجاورة بما في ذلك العراق، حيث ازدادت المعارضة الشيعية في العراق؛ وبدأت التوغلات الفارسية بشكل واضح.

وبينما بدأت الحرب بين العراق وإيران وازدادت حتى وصلت إلى أوجها، فوجئ الجميع بطائرات تابعة للكيان الصهيوني تخترق أجواء العراق، وتقوم بهجوم فاضح على المفاعل النووي العراقي بالقرب من بغداد، في الوقت الذي كان فيه النظام الإيراني الجديد يتغنى بشعاراته الزائفة «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، فما الذي دعا الكيان الصهيوني المحتل لدعم إيران، وتفجير المفاعل النووي العراقي، الذي كان يهدد أمن إسرائيل؟!

الكيان الصهيوني يعترف بقصف العراق

ولتتضح العلاقة الصفوية الصهيونية بشكل أكبر، ولكي تكون هذه بمثابة رسالة واضحة المعالم لإخواننا المغرر بهم، أو من يسيرون خلف «دعاة التقريب»، الذين يتشدقون كثيرًا بوحدة الأمة الإسلامية والتوقف عن مهاجمة الروافض، ها هو الكيان الصهيوني اللقيط  يعترف مؤخرًا عبر صحيفة رسمية له بقصف العراق العربية المسلمة مساندَة لدولة المجوس.

كشفت سلطات الاحتلال الصهيوني عبر صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2015، لأول مرة منذ 34 عامًا، تفاصيل قصف قواتها الجوية الصهيوأمريكية للمفاعل النووي العراقي بالقرب من بغداد، وذلك في عهد الرئيس السابق صدام حسين، عام 1981، كما أوضحت الصحيفة تفاصيل دقيقة للغاية حدثت بين الجانب العسكري الصهيوني ورئيس وزراء حكومة الاحتلال في ذلك التوقيت مناحيم بيجن.

وأردفت الصحيفة، أنه قبل العملية كان هناك لقاء «دراماتيكي» تم الحفاظ على سريته التامة بين شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى السابق، والذي كان حينها زعيم المعارضة الإسرائيلية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ مناحم بيجين، حيث تمت العملية التي أطلق عليها اسم «أوبرا» بعد ظهر يوم الجمعة 7 يونيو عام 1981، بمشاركة 8 طائرات حربية إسرائيلية متطورة، حصلت عليها تل أبيب من الولايات المتحدة، وأقلعت من القواعد الجوية الإسرائيلية لتدمير المفاعل النووي العراقي، وكانت هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة وهي: النجاح الكامل، أو النجاح الجزئي، أو الفشل التام. وقام رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي بإطلاع الطيارين على المهمة، وأكد لهم أنه إذا فشلت تلك المهمة فإن بقاء إسرائيل على قيد الحياة سيكون في خطر، بل ولن تبقى على قيد الحياة.

ونقلت الصحيفة الصهيونية، أن العملية «أوبرا» شارك فيها سرب المقاتلات الحربية الإسرائيلية من طراز (F-16) و (F-15) حيث انطلقت من قاعدة عسكرية إسرائيلية بشبه جزيرة سيناء، بارتفاع منخفض جدًا لم يزد عن 150 مترًا، وأن بيجين كان يسعى لتدمير المفاعل النووي العراقي قبل الانتخابات العامة في إسرائيل خوفًا من صعود حكومة يسارية للحكم، وترفض قصف المفاعل، كما أنه كان يهدف لدعم شعبيته بتلك الضربة على حساب منافسه بالانتخابات الإسرائيلية شيمون بيريز، الذي كان يتزعم المعارضة في ذلك الوقت، وأن العملية لم تستغرق وقتًا طويلًا، حيث عادت المقاتلات بعد ساعتين تقريبًا لقواعدها العسكرية بعد أن استغرقت دقيقتين تقريبًا في إطلاق 16 قذيفة أصابت 14 منها هدفها بدقة، ولكن دون أن ينهار المبنى، الذي تعرض إلى أضرار كبيرة.

ونشرت الصحيفة العبرية خريطة توضيحية، يظهر فيها انطلاق المقاتلات العسكرية الإسرائيلية من قاعدة «عتصيون» العسكرية في مدينة «طابا» بسيناء، وعبرت الحدود السعودية في الخفاء وهي تحلق على ارتفاع منخفض، وفي العودة اجتازت الحدود السعودية مرة أخرى، وكذلك الأردنية، حيث انطلقت المقاتلات الصهيونية في تمام الساعة الرابعة عصرًا من سيناء، ووصلت للعراق الساعة الخامسة و30 دقيفة وعادت مرة أخرى لقواعدها الساعة السادسة و40 دقيقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن العملية «أوبرا» كان قد تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، وتحديدًا منذ عام 1974، عندما بدأ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بناء منشأة نووية تبعد حوالي عشرين ميلًا من بغداد، بمساعدة تقنية من الحكومة الفرنسية، وفي ذلك الوقت تسربت معلومات إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي عبر عملائه في العراق وفرنسا أن المنشأة النووية العراقية ستكون قادرة على الوصول إلى المستوى المطلوب لتخصيب «اليورانيوم» وصناعة قنبلة نووية في غضون خمسة إلى سبعة سنوات، وأن صدام كان يفعل كل ما بوسعه للحفاظ على خططه سرًا، وفي عام 1975، كشفت صحيفة لبنانية عن نيته لفتح أول برنامج نووي عربي، مشيرة إلى أن النبأ جاء في وقت لا يزال فيه اليهود يحيون ذكرى محرقتهم على يد الزعيم الألماني «أدولف هتلر»، وهنا خرجت الدعاية الإسرائيلية المناهضة لصدام، والتي ادعت أن الرئيس العراقي يريد أن يغرق إسرائيل في أنهار من الدم والقضاء على الدولة اليهودية.

وأوضحت الصحيفة الصهيونية، إلى أنه في أواخر أغسطس 1978 افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي العشرات من المناقشات السرية مع الحكومة؛ والتي كانت تهدف إلى تحديد المسار الصحيح للعمل بشأن القضية النووية في العراق».


لتحميل الملف pdf

تعليقات