الإمامة عند الشيعة
يعتقد الشيعة بتنصيبِ اثني عشر إمامًا بعدَ النبي ﷺ، يبدؤون بعلي بن أبي طالب ثم الحسن بن علي، ثم الحسين بن علي، ثم تسعة من أبناء الحسين هم: علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي الباقر، ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم ، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي الجواد، ثم علي بن محمد الهادي، ثم الحسن بن علي العسكري، ثم محمد بن الحسن المهدي المزعوم لديهم.
ولا ريبَ عندهم أن هؤلاء الأئمة معصومون ومنزهون عن الخطأ والسهو والنسيان، فهم لا يسهون ولا ينسَوْن ولا يقعون في ذنب قط؛ سواء كان صغيرًا أو كبيرًا... إلى هنا يبدُو الاختلافُ بين السنةِ والشيعة طفيفًا لدى البعض، وإن لم يكن كذلك في حقيقته.
أفضلية الأئمة على الأنبياء: كارثة الكوارث أن هؤلاء الأئمة عندهم أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين؛ فهم يعلمون الغيب، وينزل عليهم الوحي، ولهم حق التشريع ونسخ القرآن والسنة، ليس هذا فقط، فالشيعة يعتقدون أن الأئمة يَخلقُون ويَرزقون ويُحيون ويُمِيتون، ويزعمون أن كلَّ هذا بتفويض مِنَ الله لهم، فصاروا يتحكمون في جميع ذرات الكون إيجادًا وعدمًا وتصرفًا، مما يجعلهم آلهةً -عياذًا بالله- وليس مجرد أئمة.
أما العلاقةُ بين الأئمة والقرآن لديهم فالنصُّ القرآني لا يكون حجةً في ذاته إلا بالرجوع إلى الإمام، وللأسف هذا الإمام الآن غائب منذ قرابة ١٢٠٠ سنة، يقول الكليني: "القرآن لا يكون حجةً إلا بِقَيِّم، وإن عليًّا كان قيمَ القرآنِ وكانت طاعتُه مفترضةً، وكان الحجةَ على الناس بعد رسول الله" [أصول الكافي1/78]، وقد جمع علِيٌّ رضي الله عنه القرآن الصحيح -حسبِ قولهم- ثم أخفاه عن الصحابة، وهو الآنَ مَع مهديهم المزعوم؛ لذا فَهُمْ يتعبدون بالقرآن الذي مَعَنَا تَقِيَّةً حتى يظهر القرآنُ الصحيحُ الذي عند المهدي، وتُقام به الحجةُ علينا!
أما المسلمون غير المؤمنينَ بمعتقدهم فجميعهم كفَّارٌ خالدون في النار، وقد نقل شيخُهم المفيد الإجماعَ على هذا فقال: "اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافِرٌ ضالٌّ مستحق للخلود في النار" [أوائل المقالات - المفيد ص ٤٤].
فهل هذه عقيدة قوم ينتسبون إلى الإسلام، وينادون بالتقريب بين المفاهيم الإسلامية؟!
لتحميل الملف pdf