قالت الشيعة: «مِن بين ما علق بالأذهان أن عائشة كانت أحبَّ الناس إلى رسول الله ق، وأن أباها كان أحبَّ الرجال إليه، وأن النبي ق كان متيمًا بها عاشقًا لها... وعمدة ما يتكَّأُ عليه في أن عائشة وأباها أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثان: أولهما عن عائشة، وثانيهما عن عمرو بن العاص.
أما الحديث الأول: فَقَدْ رَوَاهُ أحمَدُ بن حنبَلٍ بسَندِهِ عَن عَبْدِ اللهِ بْن شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: «أَيُّ الناسِ كَان أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ؟ قَالَتْ: «عَائِشَةُ»، قُلْتُ: فَمِن الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: «أَبُوهَا»([1]).
قال الشيعي الخبيث: «وشهادة المرء لنفسه مردودةٌ، ولا يمكن أن يقبل ذو وجدان فضلًا عن ذي علم وفهم حديثًا من هذا النمط، تمتدح فيه المرأة نفسها وأباها»([2]).
الرد التفصيلي على الشبهة:
أولاً: خلط الشيعة بين الشهادة والرواية.
قول الشيعي: إن «هذا من شهادة المرء لنفسه».
فنقول: بل هذا خبر عن رسول الله فيدخل في باب الرواية لا في باب الشهادة، وفرق بين الاثنين، وقد جاء الإسلام بالتفرقة بين الرواية والشهادة في أمورٍ كثيرة.
قال الزركشي: «قَالَ الْقَرَافِيُّ: أَقَمْتُ زَمَانا أَتطَلَّبُ الْفَرْقَ بينهما بِالْحَقِيقَةِ حَتَّى وَجَدْتُه مُحَقَّقًا فِي كَلَامِ الْمَازِرِيِّ فِي شَرْحِ الْبُرْهَان، فَإِن كَثِيرًا مِن الناسِ يُفَرِّقُون بَيْنهُمَا بِاخْتِلَافِهِمَا فِي بَعْضِ الْأَحْكَامِ، وَهُوَ إنمَا يَكُون بَعْدَ تَحْقِيقِ فَصْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُمَا.
وَحَاصِلُ الْفَرْقِ أَن الرِّوَايَةَ وَالشَّهَادَةَ خَبَرَان، غَيْرَ أَن الْخَبَرَ إن كَان عَن حُكْمٍ عَامٍّ تَعَلَّقَ بِالْأُمَّةِ، وَلَا يَتَعَلَّقُ بِمُعَيَّن، مُسْتَندُهُ السَّمَاعُ، فَهُوَ الرِّوَايَةُ، وَإِن كَان خَبَرًا جُزْئِيًّا يَتَعَلَّقُ بِمُعَيَّن مُسْتَندُهُ الْمُشَاهَدَةُ أَوْ الْعِلْمُ فَهُوَ الشَّهَادَةُ.
فَالرِّوَايَةُ تَعُمُّ حُكْمَ الرَّاوِي وَغَيْرِهِ عَلَى مَمَرِّ الْأَزْمَان، وَالشَّهَادَةُ مَحْضُ الْمَشْهُودِ عَلَيْهِ وَلَهُ، وَلَا يَتَعَدَّاهُمَا إلَّا بِطَرِيقِ التَّبَعِيَّةِ، وَمِن ثَمَّ كَان بَابُ الرِّوَايَةِ أَوْسَعَ مِن بَابِ الشَّهَادَةِ؛ لِأَن مَبْنى حُقُوقِ الْآدَمِيِّين عَلَى التَّضْيِيقِ، وَالرِّوَايَةُ تَقْتَضِي شَرْعًا عَامًّا فَلَا يَتَعَلَّقُ بِمُعَيَّن، فَتَبْعُدُ فِيهِ التُّهْمَةُ، فَلِذَلِكَ تُوُسِّعَ فِيهِ، فَلَمْ يُشْتَرَطْ فِيهِ انتِفَاءُ الْقَرَابَةِ وَالْعَرَافَةِ، وَلَا وُجُودُ الْعَدَدِ، وَالذُّكُورَةُ، وَالْحُرِّيَّةُ»([3]).
ثانيًا: اختراع الشيعي لقاعدة حديثية جديدة.
لم يقل أحد قط بأن الراوي العدل إذا روى فضيلة له رُدَّت روايته، قال الشيخ المعلمي: «وقد خفف في الرواية في غير ذلك ما لم يخفف في الشهادة، تقوم الحجة بخبر الثقة ولو واحدًا، أو عبدًا، أو امرأةً، أو جلب منفعة إلى نفسه، أو أصله، أو فرعه، أو ضررًا على عدوه، كما يأتي بخلاف الشهادة»([4]).
ولو اتفقنا مع الشيعي على ما ذهب إليه من اختراع في قواعد الرواية تنزلًا، لوجب علينا أولًا أن نقول باضطراد هذه القاعدة فنطبقها على السنة والشيعة على حد سواء، وثانيًا يلزمنا ويلزم الشيعة معًا أن نرد كل فضيلة يرويها علي وآل البيت لأنفسهم، وسيسقط بذلك كل الموروث الروائي الشيعي.
ثالثًا: محبته لأم المؤمنين أشهر من أن يُستدل لها.
فمحبة النبي ق لعائشة ل أشهر من أن يُستدل لها، والشهرة في مثل هذا حاكمة لا يردها تَخَرُّصُ حاقد، ومع ذلك فليس الأمر كما قال -قبَّحه الله- بل الروايات في ذلك أكثر من أن تُحصَر.
قال الذهبي بعد ذكر لفظ عمرو بن العاص: «وَهَذَا خَبَرٌ ثَابِتٌ عَلَى رَغْمِ أُنوفِ الرَّوَافِضِ، وَمَا كَان لِيُحِبَّ إِلاَّ طَيِّبًا»([5]).
ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
رواية أم المؤمنين أم سلمة :
أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: «سَمِعَتْ أُمُّ سَلَمَةَ الصَّرْخَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَرْسَلَتْ جَارِيَتَهَا: انظُرِي مَا صَنعَتْ؟ فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُهَا اللهُ، وَالَّذِي نفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ كَانتْ أَحَبَّ الناسِ كُلِّهِمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ ق إِلَّا أَبُوهَا»([6]).
رواية أم المؤمنين سودة بنت زمعة :
لما عرفت سودةُ بنتُ زمعة أن أحب النساء إلى نبينا هي أم المؤمنين عائشة أحبت أن تتحف رسول الله بليلة أخرى مع حبيبته.
فأخرج البخاريُّ أَنها «وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النبِيِّ، تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللهِ »([7]).
ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة متواترة لا ينكرها الرافضة أنفسُهم([8])، ولا يمتري عاقل في أن فعل سودة ل ما كان إلا لعلمها أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هي أحب نساء النبي إليه، وبقربه منها يتحقق رضاه وأُنسه، وهذا من سودة غاية البر برسول الله ، وإلا فلو كانت تعلم ما علمه الخبيث؛ لكان هذا منها غاية العقوق لرسول الله .
رواية أنس بن مالك :
أخرج ابن حبان في صحيحة عَن أَنسٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ق: مَن أَحَبُّ الناسِ إليْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، قِيلَ لَهُ: لَيْسَ عَن أَهْلِكَ نسألُكَ، قال: «فأبوها»([9]).
وأخرج أبو نعيم في الحلية عَن أَنسٍ قَالَ: «أَوَّلُ حُبٍّ كَان فِي الْإِسْلَامِ حُبُّ النبِيِّ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهَا»([10]).
أبو موسى الأشعري :
أخرج البخاري في «صحيحه» عَن أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «كَمُلَ مِن الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِن النسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْن، وَمَرْيَمُ بِنتُ عِمْرَان، وَإِن فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ»([11]).
قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: «قِيلَ: إِنمَا مَثَّلَ الثَّرِيدَ؛ لِأَنهُ أَفْضَلُ طَعَامِ الْعَرَبِ، وَلَا يَرَوْن فِي الشِّبَعِ أَغْنى غِناءً مِنهُ، وَقِيلَ: إِنهُمْ كَانوا يَحْمَدُون الثَّرِيدَ فِيمَا طُبِخَ بِلَحْمٍ، وَرُوِيَ: سَيِّدُ الطَّعَامِ اللَّحْمُ، فَكَأَنهَا فُضِّلَتْ عَلَى النسَاءِ كَفَضْلِ اللَّحْمِ عَلَى سَائِرِ الْأَطْعِمَةِ»([12]).
رواية عمار بن ياسر :
وأخرج الترمذي عَن عَمْرِو بْن غَالِبٍ أَن رَجُلًا نالَ مِن عَائِشَةَ عِندَ عَمَّارِ ابْن يَاسِرٍ، فَقَالَ: «اغْرُبْ مَقْبُوحًا مَنبُوحًا، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللهِ»([13]).
ومن مأثور سلف الأمة.
* كلامُ ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ:
أخرج أبو نعيم عَن ابْن أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: «اسْتَأْذَن ابْن عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي بِتَزْكِيَتِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرٍ: يَا أُمَّتَاهُ، إِن ابْن عَبَّاسٍ مِن صَالِحِ بَنيكِ جَاءَ يَعُودُكِ، قَالَتْ: فَأْذَن لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، أَبْشِرِي، فَوَاللهِ مَا بَيْنكِ وَبَيْن أَن تَلْقِي مُحَمَّدًا وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَن يُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ، كُنتِ أَحَبَّ نسَاءِ رَسُولِ اللهِ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُن رَسُولُ اللهِ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا...»([14]).
* كلامُ مسرُوقٍ:
كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: «حدثتني الصدِّيقةُ بنت الصدِّيق، حبيبةُ حبيب الله، المبرَّأةُ من فوق سبع سماوات»([15]).
* كلام عامرٍ الشَّعبي:
أخرج الحاكم عن عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: «أَتَاني رَجُلٌ فَقَالَ لِي: كُلُّ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنين أَحَبُّ إِلَيَّ مِن عَائِشَةَ، قُلْتُ: أَمَّا أَنتَ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللهِ، كَانتْ عَائِشَةُ أَحَبَّهُن إِلَى رَسُولِ اللهِ»([16]).
ومن أقوال علماء الإسلام:
قال بدر الدين الزركشي: «كانت أحدَثَ نسائه سنا، وأحبَّ نسائه إليه»([17]).
وقال الإمام شمس الدين الذهبي: «ولا أحبَّ امرأةً حُبها»([18]).
وقال ابن كثير: «وأما عائشة فإنها أحبُّ أزواج رسول الله إليه»([19])، وقال أيضًا: «ولم يكن الرسول يحب أحدًا من نسائه كمحبته إياها»([20]).
وقال أبو محمد القحطاني في نونيته:
هي عُرْسُهُ هي أُنسُه هي إلفُهُ
هي حبُّه صِدْقًا بلا أدهَان([21])
ومن صور تمام صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها :
1. كان يتألم لألمها
ومن تمام صدق محبة النبي لعائشة رضي الله عنها أنه كان يمرض لمرضها، ويألم لألمها، فأخرج البخاري عن عائشة قَالَتْ: «وَارَأْسَاهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «ذَاكِ لَوْ كَان وَأَنا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ»([22]).
2. كان يتَرَضَّاهَا إذا وجدت في نفسها.
أخرج أبو داود عَن النعْمَان بْن بَشِيرٍ قَالَ: «اسْتَأْذَن أَبُو بَكْرٍ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- عَلَى النبِيِّ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَناوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِين صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، فَجَعَلَ النبِيُّ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النبِيُّ حِين خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: «كَيْفَ رَأَيْتِني أَنقَذْتُكِ مِن الرَّجُلِ؟» قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَن عَلَى رَسُولِ اللهِ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَاني فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَاني فِي حَرْبِكُمَا، فَقَالَ النبِيُّ : «قَدْ فَعَلْنا قَدْ فَعَلْنا»([23]).
لذلك عدَّ بدر الدين الزركشي هذا الأمر من خصائصها فقال: «كانت تغضب فيترضَّاها، ولم يثبت ذلك لغيرها»([24]).
3. كان يُطَيِّبُ خاطرها دائمًا.
أخرج أبو يعلى عن أم المؤمنين عائشة ل قَالَتْ: «مَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ عَلَى بَابِي يَوْمًا قَطُّ إِلَّا قَدْ قَالَ كَلِمَةً تَقَرُّ بِهَا عَيْني»([25]).
فهذه مصادر المسلمين تذكُرُ تواترَ تلك المحبة وشهرتها التي بلغت الغاية.
مَثِيلةُ الصدِّيقِ في نقائهِ
دُرٌّ مَصُون في حِمَى البَشيرِ
حبيبةُ الحَبيبِ، في خِبائهِ
قد رَوِيَتْ من عذبهِ النمِيرِ
رابعًا: لم يكن يخفى حبُّ النبي لأم المؤمنين، حتى على الشيعة المكابرين، فالشمس لا تُحجب بِغِرْبَال، والتاريخ لا يُستر بتلفيق الرجال!
1. شهادة الموروث الروائي.
روى الكليني عن محمد بن مسلم، «عن أبي عبد الله في الرجل إذا خيَّر امرأته فقال: «إنما الخيرة لنا ليس لأحد، وإنما خيَّر رسول الله لمكان عائشة فاخترن الله ورسوله، ولم يكن لهن أن يخترن غير رسول الله »([26]) وثقه المجلسي.
قال المجلسي: «قوله : (لمكان عائشة) أي إنما لم يطلقن ابتداء، بل خيرهن؛ لأنه ق كان يحب عائشة لحسنها وجمالها، وكان يعلم أنهن لا يخترن غيره لحرمة الأزواج عليهن»([27]).
وروى المجلسيُّ في البحار عن علي أنه قال: «دخلت السوق فابتعت لحمًا بدرهمٍ وذرةً بدرهمٍ، فأتيت بهما فاطمة، حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو أتيت أبي فدعوته، فخرجت وهو مضطجع يقول: أعوذُ بالله من الجوعِ ضجيعًا، فقلت: يا رسول الله، عندنا طعامٌ، فاتكأ عليَّ ومضينا نحو فاطمة، فلما دخلنا قال: هلُمِّي من طعامنا، ثم قال: اغرفي لعائشة، فغرفت»([28]).
وفي روايةٍ للحِمْيَري بسنده أن رسول الله : «لما تغدى عند فاطمة قال لها أول ما قال: اغرفي لعائشة»([29]).
2. أقوال علماء الشيعة الإمامية.
1. آصف محسني: «واعلم أن السيدة عائشة كانت فصيحةً فطِنة، وكان زوجها يحبها لشبابها وجمالها»([30]).
وقال أيضًا: «ثم إنه ق تزوج بعائشة وهي شابة باكرة جميلة، يحبها رسول الله ق»([31]).
2. الفيض الكاشاني: «وإنما خيَّر رسول الله ص (يعني أزواجه) ولم يطلقهن ابتداءً من دون تخيير؛ لمكان عائشة، كان المراد أنه كان يهواها، وفي علمه أنهن كُن يخترن الله ورسوله»([32]).
نكتةٌ لطيفة:
يقول الرافضة: إن النبي كان يحبها لجمالها، وأهل السنة -لعلمهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يكن في قلبه غير الله تعالى يقولون: كان يحبها للدين، وجاء الجمال تبعًا، فأيُّ الفريقين أسعدُ بكلام الله وكلام رسوله؟!
كل هذه دلائل واضحة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لكن الهوى يُعمي ويُصم.
([1]) مسند أحمد، ط الرسالة (43/170).
([2]) الفاحشة، ياسر الحبيب (ص279).
([3]) البحر المحيط (6/370).
([4]) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (1/219).
([5]) سير أعلام النبلاء، ط الرسالة (2/142).
([6]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم الأصبهاني (2/44).
([7]) صحيح البخاري (3/159).
([8]) ومن ذلك قول شهيدهم الثاني: «ولأن النبيَّ -صلى الله عليه وآله- مات عن تسع، وكان يقسم لثمان منهن؛ لأن سودة بنت زمعة وهبت ليلتها لعائشة حين أراد النبيُّ -صلى الله عليه وآله- طلاقها لِمَا كان بها من الكبر، فسألته أن يتركها في جملة أزواجه ووهبت ليلتها لعائشة، ومنه استفيد جواز هبة الليلة». مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام (8/310).
([9]) صحيح ابن حبان (16/41).
([10]) حلية الأولياء (2/44) وفي إسناده: عبد الله بن الحسين بن جابر المِصِّيصي، قال ابن حجر في اللسان: أحد المتروكين. والوليد بن محمد الموقري، قال الذهبي في الكاشف: تركوه. فالسند واهٍ، والله يحب الإنصاف.
([11]) صحيح البخاري (4/158) (ح3411).
([12]) تحفة الأحوذي، عبد الرحمن المباركفوري (1/261).
([13]) سنن الترمذي، ت بشار (6/190) قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
([14]) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم الأصبهاني (2/45).
([15]) حلية الأولياء (2/44)، وسير أعلام النبلاء (2/181)، والإصابة (4/2574).
([16]) المستدرك على الصحيحين، الحاكم (4/14).
([17]) الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص51).
([18]) سير أعلام النبلاء (2/140).
([19]) البداية والنهاية (1/599).
([20]) البداية والنهاية (3/139).
([21]) نونية القحطاني (ص27).
([22]) صحيح البخاري (9/80).
قال الإمام بدر الدين الزركشي: «فِيهِ إِشَارَةٌ لِلْغَايَةِ فِي الْمُوَافِقةِ حَتَّى تَأَلَّمَ بِأَلَمِهَا، فَكَأَنهُ أَخْبَرَهَا بِصِدْقِ مَحَبَّتِهَا حَتَّى وَاسَاهَا فِي الْأَلَمِ». الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص53).
([23]) سنن أبي داود (4/300)، صححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (2/211).
([24]) الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص69).
([25]) مسند أبي يعلى الموصلي (8/368).
([26]) الكافي (11/682).
([27]) الكافي (11/682)، مرآة العقول، المجلسي (233/21).
([28]) بحار الأنوار (17/232) (18/30).
([29]) قرب الإسناد للحميري (ص137).
([30]) مشرعة بحار الأنوار، آصف محسني (1/394).
([31]) مشرعة بحار الأنوار، آصف محسني (1/389).
([32]) الوافي، الفيض الكاشاني (23/1133).
لتحميل الملف pdf