أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

زعمهم أن عائشة شَوَّفت جاريةً بمكة

قال ابن أبي شيبة في «المصنف»: «حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَن الْعَلَاءِ بْن عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ، عَن عَمَّارِ بْن عِمْرَان، رَجُلٍ مِن زَيْدِ اللهِ، عَن امْرَأَةٍ مِنهُمْ، عَن عَائِشَةَ أَنهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً، وَطَافَتْ بِهَا، وَقَالَتْ: لَعَلَّنا نصْطَادُ بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ»([1]).

قالت الرافضة: «الرواية فيها أن عائشة زيَّنت الجارية في مكة؛ لتصطاد بها الشباب!».

الرد التفصيلي على الشبهة:

أولًا: هذه الرواية لا تصح:

الخبر غير صحيح؛ لضعف عمار بن عمران، قال الذهبي: «عمار بن عمران الجعفي، عن سويد بن غفلة: كان بلال يسوي مناكبنا في الصلاة، وعنه الأعمش، وبعضهم يرويه عن الأعمش، فقال عن عمران بن مسلم: لا يصح حديثه، ذكره البخاري في الضعفاء»([2]).

ولجهالة المرأة التي روى عنها عمار بن عمران، يقول الإمام الذهبي: «إذِ المجهول غير محتج به»([3]).

وحديث المجهول مردود عند الشيعة أيضًا: قال حسين العاملي: «لا تقبل رواية مجهول العدالة عند الجماهير منا ومن العامة»([4]).

ثانيًا: نكارة المتن.

جاء في متن الرواية: «لَعَلَّنا نصْطَادُ بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ»، مع أن المعلوم أن أم المؤمنين عائشة ل كانت تعيش في المدينة! وهذا من دلائل بطلانها الرواية.

وحتى لو تنزلنا وقلنا بصحتها، فهذا من باب تزيين الجارية بما يحلُّ إظهاره منها وهو وجهها، وإلباسها الملابس الجميلة؛ لتحسن في أعين الخاطب وطالب النكاح، والجارية الشابة الصغيرة السن.

وكلمة «جارية» تقال للبنت الصغيرة غالبًا، فيقول الرجل إذا رزق بمولودة: «رزقت بجارية كالقمر»، وفي البخاري باب: «إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنقِهِ فِي الصَّلَاةِ»([5]).

وعليه: فهذا الفعل لا بأس به في الحقيقة.

على أن معصوم الشيعة قد نظر إلى الجارية نرجس، وقد زينها النخاس ليصطاد بها الشباب، فاصطادت الحسن العسكري الذي نظر إليها على هذه الحال.

قال أبو محمد : «إني أدخلت عماتي في داري فرأيت جارية من جواريهن قد زينت تسمى نرجس، فنظرت إليها نظرًا أطلته، فقالت عمتي حكيمة: أراك يا سيدي تنظر إلى هذه الجارية نظرًا شديدًا»([6]).

فلو لم يجز تزيين الجارية لاصطياد الشباب، لما جاز للحسن العسكري أن ينظر إليها ويشتريها، أم أنه حرام والحسن فعله؟!

اقرأ أيضا|  زعمهم قول عائشة بوجود أخطاء في رسم القرآن

([1]) مصنف ابن أبي شيبة (4/49).

([2]) ميزان الاعتدال (3/166).

([3]) ميزان الاعتدال، الذهبي (1/3).

([4]) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، حسين بن عبد الصمد العاملي (ص189).

([5]) صحيح البخاري (1/109).

([6]) الهداية الكبرى، الحسين بن حمدان الخصيبي (ص354)، بحار الأنوار، المجلسي (51/25)؛ مدينة المعاجز، هاشم البحراني (8٨/21).


لتحميل الملف pdf

تعليقات