أجرى الدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، اتصالًا مباشرًا مع حيدر الظالمي، ضمن حلقة جديدة من حلقاته الحوارية التي تثير الجدل والتفاعل، حيث طرح عليه تساؤلات عقائدية تتعلق بمفهوم "الولاية" في الفكر الشيعي، مستندًا إلى نصوص القرآن الكريم.

وسرعان ما انتقل الحوار إلى محور حساس، حين سأل عيسى: "أين ولاية أهل الحق في القرآن؟ لقد بحثت كثيرًا ولم أجد لها أثرًا صريحًا".

فرد الظالمي باقتضاب قائلاً: "الوقت ضيق"، ليواصل عيسى استدلاله قائلًا: "لقد وجدت في القرآن ولاية المهاجرين والأنصار، في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ...﴾،
بينما لم أجد فيه ولاية الأئمة الاثني عشر كما تزعمون".

من جانبه، استشهد الظالمي بالآية:﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ﴾، معتبرًا أنها تشير إلى علي بن أبي طالب.

لكن الدكتور عيسى فند هذا الفهم، مشيرًا إلى أن الآية تتحدث بصيغة الجمع "الذين آمنوا"، ولا يعقل أن يُقصد بها فرد واحد فقط، قائلاً: "لا يقول بذلك إلا من فقد أدوات الفهم العقلي واللغوي".

وأضاف عيسى أن سياق الآيات يوضح المقصود، حيث قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ... ﴾، مما يدل على أن الله يأمر بموالاة جماعة المؤمنين، لا أفراد بعينهم، وذلك ردًا ضمنيًا على الفهم الشيعي للآية.

اقرأ أيضا| عيسى: التشيع يجعل الإنسان في دائرة مغلقة.. والقرآن حجة كافية

واختتم الدكتور عيسى حديثه بالتأكيد على أن القرآن الكريم أثنى على المهاجرين والأنصار وذَكر فضلهم صراحة، بينما لم يرد فيه ذكر صريح أو تزكية للأئمة الاثني عشر، مشددًا على أهمية الاحتكام للنصوص المحكمة ورفض التأويلات الباطنية التي تُبنى على الظن.