في حلقة مثيرة من برنامجه الحواري عبر قناته على يوتيوب، استضاف الدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، أحد المتصلين من سوريا الذي عرّف نفسه بأنه شيعي من أتباع المرشد الإيراني علي خامنئي. جاءت المناظرة لتفتح واحدًا من أكثر الملفات جدلًا بين السنة والشيعة، وهو ملف الإمامة وولاية الأئمة الاثني عشر.
بداية المناظرة
استهل الضيف الشيعي حديثه باستدلاله بآية الولاية من سورة المائدة:"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون"
مؤكدًا أنها دليل قرآني على إمامة علي بن أبي طالب وولاية الأئمة من بعده.
إلا أن الدكتور رامي عيسى واجهه بتساؤلات دقيقة، متسائلًا: "أين ذُكرت أسماء الأئمة الاثني عشر في الآية؟" وأوضح أن النص القرآني يتحدث عن موالاة المؤمنين وليس عن نصٍّ إلهي بالإمامة، مستشهدًا بآيات أخرى في السياق نفسه تنهى عن موالاة اليهود والنصارى وتدعو إلى موالاة المؤمنين.
تفنيد الأدلة
أكد رامي عيسى أن استدلال الضيف بالآية لا يكفي لإثبات عقيدة الإمامة، موضحًا أن الآية من المتشابهات التي تحتاج إلى تفسير من خارج القرآن، ولو سُلّم بأنها نزلت في علي رضي الله عنه، فإنها لا تثبت وجود اثني عشر إمامًا، بل تتحدث عن فرد واحد.
كما أشار إلى أن الفرق الشيعية نفسها متناحرة، وكل فرقة تزعم أحقيتها بالإمامة، ما يجعل استدلال الضيف غير حاسم.
نقاش حول العصمة والاتباع
انتقل الحوار إلى مسألة عصمة الأئمة، حيث تساءل رامي: "كيف تتبعون أشخاصًا غير معصومين، بينما تزعمون أن الإمامة منصب إلهي؟"، ليكشف تناقض الضيف الذي أقرّ في الوقت نفسه باتباعه للمرشد الإيراني خامنئي رغم عدم عصمته، وهو ما اعتبره عيسى تناقضًا واضحًا مع ادعاء ضرورة اتباع المعصومين فقط.
آيات ودلالات
استشهد رامي بآيات أخرى منها قوله تعالى: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" موضحًا أن المسلم يدعو بأن يكون إمامًا للمتقين، ما يدل على أن الإمامة ليست منصبًا إلهيًا مغلقًا كالنبوة، وإلا لكان هذا الدعاء باطلًا. وبيّن أن النبوة خُتمت برسول الله ﷺ ولا يجوز الدعاء بها، بخلاف الإمامة التي يمكن الدعاء بها لأنها منصب بشري مكتسب وليست مقامًا إلهيًا معصومًا.
ختام المناظرة
في نهاية الحوار، شدد الدكتور رامي عيسى على أن جميع الأدلة التي ساقها الضيف تحتاج إلى نصوص مكملة من السنة، ولا يوجد في القرآن ما يثبت عقيدة الإمامة الاثني عشرية.
لتحميل الملف pdf