أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

سيرة النبي محمد ﷺ.. رامي عيسى يشرح تفاصيل الحوار التاريخي بين عتبة بن ربيعة والرسول (فيديو)

قدم الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، اليوم الخميس، حقلة جديدة ضمن سلسلة حلقات سردية حول سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله ﷺ، حيث استكمل فيها أحداثًا تاريخية مهمة ترتبط بمرحلة ما قبل الهجرة.

واستهل عيسى حديثه قائلاً: "أهلاً وسهلاً بكم أيها المشاهدون الكرام في اللقاء الحادي عشر من سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم".

وأشار إلى أن الحلقة السابقة توقفت عند إسلام حمزة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وما كان لذلك من أثر كبير في تقوية أمر الإسلام، مضيفًا:"ووقفنا في الحلقة العاشرة لما أسلم حمزة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقوي أمر الإسلام بهما".

وتابع قائلاً إن قريشاً، بعد انتشار الإسلام وزيادة عدد أصحابه، بعثت عتبة بن ربيعة ليحاور رسول الله ﷺ، فقال: "بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة بن ربيعة ليحاوره فيعطي ويأخذ منه".

وسرد عيسى ما رواه ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي حين قال: "فقد روي أن عتبة بن ربيعة وكان سيداً قال يوماً وهو جالس في نادي قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟"

فأجابه القوم: "فقالوا: بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلمه". 

ونقل عيسى تفاصيل الحوار المطول الذي دار بين عتبة والنبي ﷺ، وفيه قال له عتبة: "يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطأ في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها".

ثم عرض عليه المال والملك والشرف قائلاً: "إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه". 

وأضاف عيسى أن النبي ﷺ استمع إليه حتى انتهى، ثم قال له:

"أقد فرغت يا أبا الوليد؟"

فلما قال نعم، تلا عليه قول الله تعالى:

"حم تنزيلٌ من الرحمن الرحيم، كتابٌ فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون، بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون".

واستمر النبي ﷺ يتلو عليه حتى بلغ السجدة، فسجد.

كما ذكر رواية البيهقي التي جاء فيها أن عتبة أمسك على فمه حين سمع قوله تعالى: "فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود".

ثم نقل عيسى رد فعل قريش بعدما عاد إليهم عتبة، حيث قالوا: "نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به".

فأخبرهم قائلاً: "ورائي أني سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم. فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به".

لكنهم ردّوا عليه: "سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه".

فقال لهم: "هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم".

وفي ختام البث، قال الدكتور رامي عيسى: "عند ذلك بدأت قريش بأمر جديد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هو؟ هذا الذي سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله تبارك وتعالى فانتظرونا". 


لتحميل الملف pdf

تعليقات