استهل الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، حديثه في الحلقة الرابعة عشر من سلسلة السيرة النبوية: سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله ﷺ، بالتحية والتقدير للمشاهدين، قائلاً: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. حياكم الله أيها المشاهدون".
تطرق الدكتور رامي إلى زيارة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه والصحابة إلى النجاشي في الحبشة، مستعرضاً المشهد التاريخي حين سأل النجاشي جعفر: "هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟"، فأجابه جعفر: "نعم"، فقرأ عليه جزءاً من سورة مريم (كهيعص).
وأضاف الدكتور عيسى أن النجاشي بكى حتى "أخضل لحيته"، كما بكت أساقفته عند سماعهم تلاوة القرآن.
وأكد أن النجاشي قال: "إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.. انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبداً ولا أكاد".
وأوضح "رامي" مستشهداً بأقوال أم سلمة رضي الله عنها، أن عمرو بن العاص حاول التحريض على الصحابة قائلاً: "والله لأنبئنهم غداً عيبهم عندهم ثم أستأصل به خضراءهم"، فيما عارضه عبد الله بن أبي ربيعة قائلاً: "لا تفعل، فإن لهم أرحاماً وإن كانوا قد خالفونا".
ثم أرسل عمرو استفساراً عن موقف النجاشي من قولهم في عيسى بن مريم، فأجاب جعفر رضي الله عنه: "نقول فيه الذي جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم؛ هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول".
وأشار الدكتور رامي إلى رد النجاشي الحكيم حين قال: "وإن نخرتم والله.. اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي، من سبكم غُرم، ثم من سبكم غُرم، فما أحب أن يكون لي جبل من ذهب وأُذيّ رجل منكم"، مؤكداً على الكرم والعدل الذي أبداه النجاشي تجاه الصحابة.
وأضاف أن الصحابة بقوا في الحبشة حتى السنة السابعة للهجرة، قبل أن يستعد النبي ﷺ لغزوة خيبر، معتبراً هذه الأحداث جزءاً من سلسلة المواقف التاريخية المهمة في حياة الصحابة ونصرة الإسلام.
واختتم الدكتور رامي الحلقة بالإشارة إلى ما وصفه بـ"المقاطعة الجائرة"، مشيراً إلى أنه سيتم استعراض تفاصيلها في الحلقة القادمة، داعياً المشاهدين لمتابعتها.
لتحميل الملف pdf