أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

رامي عيسى يفنّد دعاوى تحريف القرآن وادعاء نزول الوحي على الأئمة (فيديو)

استقبل الدكتور رامي عيسى، الباحث المتخصص في الشأن الشيعي، اتصالًا هاتفيًا من أحد الشباب الشيعة من لبنان عبّر خلاله عن رغبته في النقاش العقائدي والبحث عن الحقيقة بعيدًا عن أسلوب السباب والطعن، مؤكدًا أن هذا الأسلوب محرّم في الدين.

وقد دار بين الطرفين حوار مطوّل تخلله نقاشات دقيقة حول قضايا الإمامة، وحديث الغدير، وحديث الثقلين، وتفسير مفهوم “المولى”، فضلًا عن موضوع تحريف القرآن وادعاء نزول الوحي على الأئمة.

بداية الحوار: الإمامة في ضوء آية إبراهيم عليه السلام

استهل المتصل حديثه بالاستشهاد بقول الله تعالى: "إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا" (سورة البقرة: 124)، سائلاً عن معنى الإمامة في الآية، وهل هي تشريف لإبراهيم عليه السلام أم دليل على مبدأ الإمامة الذي يقره الشيعة.

أوضح الدكتور رامي عيسى أن هذه الآية لا يمكن القياس عليها في مسألة إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مؤكدًا أن الله جعل إبراهيم إمامًا يُقتدى به في العقيدة والملة، بخلاف ما تفسّره المدرسة الشيعية من كون الإمامة سلطة دينية وسياسية مطلقة.

وبيّن أن جميع الأنبياء كانوا أئمة لأممهم، إلا أن إبراهيم عليه السلام اختصه الله بالإمامة العامة التي يقتدي بها كل الأنبياء من بعده، مستدلًا بقوله تعالى: "ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا".

حديث غدير خم ومعنى المولى

انتقل النقاش إلى حديث غدير خم، حيث تساءل المتصل عن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعلي "بخٍ بخٍ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"، مستغربًا من عدم تولي علي الخلافة رغم هذا النص.

فأجاب الدكتور رامي بأن الرواية بلفظها المشهور ضعيفة الإسناد، إذ يرويها مطر الورّاق عن شهر بن حوشب، وكلاهما من الضعفاء.

وأضاف أن أهل السنة لا ينكرون فضل علي ولا كونه مولى كل مؤمن، لكنهم يفسرون "المولى" بمعنى المحبة والنصرة، لا بمعنى الإمامة السياسية أو الدينية، مستدلًا بقوله تعالى: "فإن الله مولاه ونعم المولى ونعم النصير".

وأوضح أن الشيعة يفسرون المولى بمعنى الإمام، وهذا يؤدي إلى تناقض عقائدي، لأن إمامة علي - وفق هذا الفهم - انقطعت بظهور الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، بينما يظل علي عند أهل السنة مولى الأمة إلى يوم القيامة.

حول “نهج البلاغة” ومصداقيته التاريخية

عندما استدل المتصل بكتاب “نهج البلاغة”، أوضح الدكتور رامي أن الكتاب من تأليف الشريف الرضي بعد نحو 400 عام من وفاة الإمام علي، وأنه بلا أسانيد موثوقة ولا سند متصل بالإمام، مؤكدًا أن نسبة الكتاب لعلي غير مثبتة علميًا.

وأشار إلى أنه أعد سلسلة مرئية على قناته بعنوان “نهج البلاغة بين الحقيقة والوهم”، تناول فيها ضعف مصادر الكتاب وغياب التوثيق.

حديث الثقلين وتناقض الروايات الشيعية

تطرّق الحوار إلى حديث الثقلين الذي يقول فيه النبي ﷺ: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا".


سأل الدكتور رامي المتصل: هل تمسك الشيعة فعلًا بالقرآن الكريم؟ وأشار إلى أن كبار المراجع الشيعية لا يحفظون القرآن الكريم، متسائلًا: "هل نصلي باللطميات؟"، في إشارة إلى ضعف الاهتمام بحفظ كتاب الله في بعض الأوساط الشيعية.

كما بيّن أن القول بعصمة الأئمة وتخصيصهم بالعلم يناقض قوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزّل إليهم"، موضحًا أن النبي ﷺ بُعث لتعليم الأمة كلها لا فئة محددة منها.

ادعاء نزول الوحي على الأئمة

في إحدى اللحظات، فاجأ المتصل الدكتور رامي بقوله إن الوحي ينزل على الأئمة، فتعجب الدكتور رامي من هذا التصور، مؤكدًا أن هذا القول يُخرج القائل به عن مفهوم النبوة، لأن الوحي انقطع بوفاة النبي محمد ﷺ، مستدلًا بقوله تعالى: "وأوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده"، متسائلًا: "هل الأئمة أنبياء؟".

وردّ على زعم “يزقون العلم زقًا” بقوله ساخرًا: “الكلمة لا تليق بمقام أهل البيت الكرام، ولا وجود لها في القرآن أو السنة”، مشيرًا إلى أن الله لم يخص آل البيت بعلم دون غيرهم، بل جعل معيار التفاضل هو التقوى لا النسب، لقوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

ختام الحوار ودعوة إلى البحث الصادق

اختُتم الحوار برسالة ودٍّ من الدكتور رامي إلى المتصل الشاب، عبّر فيها عن تمنّيه له بالهداية والتعمق في البحث عن الحق، مشيدًا بجرأته على الحوار رغم صغر سنه، ومؤكدًا أن الحوار العلمي الهادئ هو السبيل الوحيد لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتقريب بين أبناء الأمة بعيدًا عن التعصب والمغالاة.


لتحميل الملف pdf

تعليقات