أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

د. رامي عيسى يكتب: صفة الخلق عند الشيعة

التوحيد عند الموحدين، إفراد الله سبحانه بالملك والخلق والتدبير، فيؤمن العبد بأنه سبحانه خالق، رازق، محيي، مميت، نافع، ضار، مالك، مدبر.. له الخلق والأمر، قال تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف: ٥٤).

والسؤال: هل كانت عقيدة الشيعة في الله أحسن حالاً من المشركين؟

لقد أعطى الشيعة للأئمة كل مظاهر الخلق والأمر والرزق والتدبير التي لا تكون إلا لله عز وجل، ومن ذلك:

١- زعمهم أن الأئمة تملك الإحياء والإماتة والخلق والرزق:

الحياة والموت بيد الله عز وجل، وليست بيد أحد من خلقه، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) - الأنبياء: ٣٤.

فماذا عن معتقد الشيعة فيهما؟

يعتقد الشيعة أن الذي بيده الحياة والموت هو علي رضي الله عنه، فهو عندهم يحيي الموتى، كما جاء في الكافي: "إن أمير المؤمنين له خؤولة في بني مخزوم، وإن شاباً منهم أتاه فقال: يا خالي، إن أخي مات، وقد حزنت عليه حزناً شديداً، فقال: تشتهي أن تراه؟ قال: بلى، قال: فأرني قبره، قال: فخرج ومعه بردة رسول الله متزرياً بها، فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ثم ركضه برجله، فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال: بلى، ولكنا متنا على سُنَّة فلان وفلان (يعني أبا بكر وعمر) فانقلبت ألسنتنا". أصول الكافي (٤٥٧/١)، وانظر: بحار الأنوار (١٩٢/٤١)، وبصائر الدرجات (ص٧٦).

بل زعموا أن علياً أحيا موتى مقبرة الجبانة بأجمعهم، وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة. (بحار الأنوار: ٤١ / ١٩٤ - ١٩٨).

وجلي أن هذا الغلو قد ارتضعوه من أقاويل المذاهب الوثنية التي تنسب لأصنامها ومعبوداتها ما للرب سبحانه من أفعال، ويكفي في فساده مجرد تصوره؛ إذ هو مخالف للنقل والعقل والسنن الكونية، كما هو منقوض بواقع الأئمة وإقراراتهم.

فقد رووا عن علي رضي الله عنه أنه كان يخاف عليهم الشرك ولو كان صغيراً، كما جاء عنه أنه إذا توضأ لم يدع أحداً يصب عليه الماء، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لِمَ لا تدعهم يصبون عليك الماء؟ فقال: لا أحب أن أشرك في صلاتي أحداً. من لا يحضره الفقيه (٤٣/١).

فإذا كانت عقيدته رضي الله عنه فمن أين جاء الشيعة بمعتقداتهم؟!

٢- إسنادهم خلق الحوادث الكونية إلى الأئمة:

كل ما يجري في هذا الكون بأمر الله وتقديره لا شريك له سبحانه، فهو منشئ السحاب، قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) - الرعد: ١٢، وقال تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) - النمل: ٨٨.

لكن في كتب الاثني عشرية ما يثير العجب في هذا؛ حيث تدعي بأن لأئمتها أمراً في ذلك، فيقولون: "عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام". (الاختصاص ص ٣٢٧)، بحار الأنوار (٣٣/٢٧)، البرهان (٢ / ٤٨٢). يعني كل ما وقع من رعد وبرق فهو من أمر علي رضي الله عنه، لا من أمر الله.

بل يزعمون أن السحاب مطية ذلول لعلي يُسيرها كيف شاء فيقولون: "... ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب، ويرقى في الأسباب، أسباب السماوات والأرضين السبع، خمس عوامر واثنتان خراب". بحار الأنوار (٣٢/٢٧).

وكأنهم بهذا يقولون يعتقدون أن علياً هو الذي يسير السحاب، فيكفرون بقول الله سبحانه: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ) (الروم: ٤٨).

ويبدو أن معتقدهم هذا ما هو إلا امتداد للمذهب السبئي الذي يقول بأن علياً: "هو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسمه" الملل والنحل للشهرستاني (١٧٤/١).

اقرأ أيضا| هل نداء «يا حسين» شرك؟.. رامي عيسى يوضح (فيديو)

 


لتحميل الملف pdf

تعليقات