تلقى الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي اتصالاً من مواطن عراقي أعرب عن قلقه من تزايد المشاحنات اليومية بين السنة والشيعة، مشيراً إلى أن المسلسل أثار موجة من سب الصحابي معاوية بن أبي سفيان، مستندين في ذلك إلى روايات تم فهمها بشكل خاطئ، كقولهم إن صحيح مسلم يذكر أن معاوية "أمر" بسب علي بن أبي طالب.
في رده على الاستفسار، قدم الدكتور رامي عيسى تفكيكاً للجدل التاريخي والديني، مؤكداً على عدة نقاط محورية:
تصحيح الرواية: أكد عيسى أن الروايات المنسوبة لـ "صحيح مسلم" لم تأمر بسب علي، بل تساءلت "ما منعك؟"، مشيراً إلى عدم وجود أمر بالسب.
القتال بين المؤمنين: استند الدكتور عيسى إلى الآية القرآنية: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا"، مشيراً إلى أن القتال الذي وقع بين علي ومعاوية هو "أكثر من السباب" ووقع بين طائفتين من المسلمين، وكانت المسألة محل اجتهاد.
الودّ والمصاهرات: قدم عيسى أدلة تاريخية تشير إلى احترام معاوية لأهل البيت، مستشهداً بروايات تذكر بكاء معاوية عند وصف علي له بعد وفاته، ورحابه بالحسن بن علي (سبط رسول الله)، وإعطائه عطاءً كبيراً، بالإضافة إلى حدوث مصاهرات بين آل البيت والأمويين.
الاستشهاد بـ "الكافي": معاوية بن وهب
النقطة الأقوى في دفاع الدكتور عيسى، والتي شكّلت صدمة للطرف المهاجم، كانت استشهاده بمراجع الحديث الشيعية نفسها.
وأوضح عيسى أن الطوائف الشيعية الأولى كانت تحترم اسم "معاوية"، كاشفاً من قلب كتاب "الكافي" للكليني، وهو من أهم المصادر الحديثية لدى الشيعة الإثني عشرية، عن وجود راوٍ ثقة قريب من الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يحمل اسم "معاوية بن وهب".
وقال عيسى إن معاوية بن وهب "كان من الصحابة القريبين من جعفر الصادق لديكم، وكان يروي الأحاديث"، متسائلاً: "لو كان الاسم يحمل دلالات سلبية مطلقة، فلماذا لم يأمره الإمام الصادق بتغيير اسمه؟".
واختتم الدكتور رامي عيسى بتأكيده على أن هذه الخلافات والفتن المتزايدة للطعن في صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) هي في الأصل "منشأها من هؤلاء الفرس المجوس وأذنابهم"، في إشارة إلى أن الخلافات الحالية هي صنيعة أجندات خارجية تسعى لشق صفوف المسلمين.
لتحميل الملف pdf