أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

هل يملك الحسين النفع والضر؟.. مناظرة تكشف المسكوت عنه: التطبير.. اللطم.. والخمس في الفكر الشيعي (فيديو)

نشرت قناة الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، مناظرة مع  السيد أحمد العلاق الصدري، تطرقت إلى قضايا حساسة ومحورية تتعلق بالشعائر الدينية لدى الشيعة، وعقيدة الاستغاثة والشفاعة، ومسألة "التطبير" المثيرة للجدل.

البكاء والتأبين والتطبير: خلاف حول الشعائر

بدأت شرارة الخلاف حول الحزن والبكاء على أهل البيت، حيث اعتبر الدكتور رامي عيسى أن قضاء الحياة كلها في "ندب ونحيب وهم وغم" على وفاة الأقارب - بمن فيهم جده ووالده وأقاربه - أمر "لا يوجد دين يأمر بذلك".
 

ردًا على ذلك، أكد السيد أحمد العلاق الصدري أن الأمر يتعلق بشخص "ليس الميت كأحد من الناس"، مشيرًا إلى أن ما يمارس هو "تأبين" وليس حزنًا، قائلا: "من أبّن مؤمنًا فقد أحياه،" وموضحًا أن التأبين يعني "ذكر محاسن الميت وتاريخه وما له من فضائل."

هنا، شدد الدكتور عيسى على أن ما يحدث هو "بكاء" يتخذ "شعيرة كل عام وبكاء ولطم،" سائلًا العلاق عن ممارسته للطم.

 تهرب العلاق من تأكيد الممارسة المباشرة للطم، قائلاً: "أنا لا أمارس مباشرة اللطم، لكن أذكر فضائل علي، أحاول أسير من سيرته الشريفة"، ولكنه استدرك بالتأكيد على أنه "لا أستخدم الحديد وهذه الأمور، وإنما أستخدم الأمور التي يعني لا تخالف الشرع والعقل."

تصاعد الجدل بشكل لافت مع إعلان السيد العلاق الصدري إيمانه بالتطبير (الضرب بآلة حادة)، قائلاً: "نعم أؤمن بالتطبير لا بأس بذلك"، وهو ما قوبل باستعاذة من الدكتور عيسى الذي وصف الممارسة بأنها شيء لا يفعله "شيطان أو أي مخلوق" سويّ، متهمًا الشيعة بـ "تشويه صورة الإسلام".

كما حاور الدكتور رامي عيسى "العلاق" باستدلال تاريخي-عقائدي، مشيرًا إلى أن الإمام زين العابدين (علي بن الحسين) لم يقم بالتطبير رغم مشاهدته مقتل أبيه في كربلاء، معتبرًا أن من "يطبر" يكون بذلك "أفضل من الإمام المعصوم".

الجدل حول المرجعيات: التطبير ومسألة الأعلمية

تحول النقاش إلى مسألة مرجعية التطبير، حيث أكد العلاق أن المسألة "خلافية بين فقهاء الشيعة"، مشيرًا إلى أن بعض الفقهاء قد حرموها، وذكر تحديدًا "خامنئي" في إيران.

انتقد الدكتور رامي عيسى هذا الاستشهاد، مشيرًا إلى أن مراجع كبار مثل "السيستاني، الصدر، الصادق الشيرازي، الميلاني" لم يحرموا التطبير!

أثار الدكتور عيسى مسألة موقف السيد السيستاني من التطبير، متهمًا إياه بـ "النفاق" لعدم حسم الموقف، زاعمًا أن ذلك يعود إلى الخوف على "الخمس."

الشفاعة والاستغاثة

انتقل النقاش إلى جوهره العقائدي حول جواز دعاء غير الله وطلب الشفاعة والاستغاثة.

تحدى الدكتور رامي عيسى ضيفه بأن يأتي بآية من القرآن تجيز "دعاء غير الله"، مستعرضًا عدة آيات تدل على أن الدعاء موجه إلى الله وحده.

في المقابل، أكد السيد العلاق على مفهوم الشفاعة كـ "توسط"، مستدلًا بالآية: وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا (سورة النساء: 85)، معتبرًا أن هذه الآية مطلقة، وأن "الحسين يشفع" كحالة من حالات التوسط.

 واحتج بأن دعاء "يا حسين" لا يعني عبادته، مؤكدًا: "أقسم بالله من يعتقد أن الحسين وأن علي يضر وينفع ذاتيًا فهو مشرك، كائنًا من يكن" كما استشهد بقول منسوب لأهل البيت: "قولوا فينا ما شئتم ولكن نزهونا عن الإلهية."

رد الدكتور عيسى بأن هذا القول يعني إعطاءهم "كل صفات الإنسان" دون وصفه "إنسانًا"، أي إعطاؤهم كل صفات الإلهية عدا لفظ "إله"، قائلاً: "فقولوا عنا نخلق نرزق نحيي نميت نعلم الغيب... بس لا تقولوا عنا إله."

في ختام السجال، طرح الدكتور رامي عيسى سؤالًا مباشرًا حول ما إذا كان "الإمام الحسين يملك لي نفعًا أو ضرًا الآن" مؤكدًا أن المشركين اتخذوا الأولياء والآلهة لقولهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ (سورة الزمر: 3) و "وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ" (سورة يونس: 18). بعد تردد، أجاب العلاق الصدري بأن الحسين "بإذن الله يملك النفع والضر."

هنا، استدل الدكتور عيسى بآيات تبرهن أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله، مثل: قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (سورة الأعراف: 18) و قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (سورة الجن: 21)، معتبرًا أن قول العلاق بأن الحسين يملك النفع والضر بإذن الله "يخالف القرآن" ويمثل "عقيدة خبيثة، مخالفة للقرآن".

التشيع..  عقيدة خبيثة 

وقال رامي عيسى: "شوفوا يا إخوة، علشان أعرفكم أن هؤلاء لا يفقهون شيئًا من القرآن. النبي محمد يقول إنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، والحسين يملك لنا. شفتم هذا الفرق بين عقيدة أهل السنة والجماعة وبين عقيدة المعممين؟ عقيدة خبيثة، مخالفة للقرآن. الآية الأولى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا. الآية الثانية: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا. ويأتي هؤلاء ويقولون: الحسين يملك لنا. أي كذب وأي افكّ وأي ضلال أكثر من هذا الضلال! ويقول لك: نحن لا نعبد الحسين. ما هو؟ الله قال: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. فأنت لو سألتهم، سيقول لك: "أنا لم أقل إن الأحبار هم الآلهة، لكن لماذا اتخذوهم أربابًا؟" لأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال. وأنتم الآن اتخذتم آل البيت أربابًا من دون الله. كان معكم سيد الشيعة الصدري المتشدّد أحمد العلاق".


لتحميل الملف pdf

تعليقات