أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

لبناني شيعي يسأل عن الوضوء ورامي عيسى يرد بالأدلة القرآنية والبلاغية (فيديو)

شهدت إحدى حلقات برنامج الداعية السني الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، اتصالًا من شاب لبناني شيعي طرح سؤالًا حول مسألة الوضوء والاختلاف بين السنة والشيعة في طريقة الطهارة.

بدأ الاتصال بتحية من المتصل، فرد عليه الدكتور رامي قائلًا: «عليكم السلام.. سني أم شيعي؟»، فأجاب المتصل: «شيعي». فسأله عيسى: «من أين؟»، فرد الشاب: «من لبنان». وأضاف قائلًا: «عندي سؤال بالنسبة للوضوء، الله يقول في القرآن امسحوا، ليه أهل السنة بيغسلوا؟».

فأجابه رامي عيسى: «الله يقول: وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، فكيف؟». فرد الشاب: «100% صح، الآية تقول امسحوا، ليه أهل السنة بيغسلوا؟».

فبدأ الدكتور رامي في التوضيح قائلًا: «لو فتحنا آية الوضوء في القرآن نقرأ قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ...».

ثم شرح عيسى أمام المشاهدين قائلًا: «بص يا حبيبي، (فاغسلوا وجوهكم) الهاء عليها فتحة، صح؟ قال الشاب: صح.
(وأيديكم إلى المرافق) مفتوحة أيضًا. أما (وامسحوا برؤوسكم) فالسين عليها كسرة. وأما (وأرجلكم إلى الكعبين) فاللام عليها فتحة.
إذن (أرجلكم) تعود إلى آخر مرفوع مفتوح وهو (أيديكم)، فالأرجل تأخذ حكم الغسل لا المسح.

ولماذا جاءت (وأرجلكم) متأخرة؟ لأن ترتيب الوضوء يبدأ بغسل الوجه ثم اليدين، ثم المسح على الرأس، ثم غسل الرجلين. وهذا من بلاغة القرآن».

وأوضح عيسى بلاغة الترتيب القرآني مستشهدًا بآيات مشابهة: «مثل قوله تعالى: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، فهل إبراهيم وحده رفع القواعد؟ لا، بل إبراهيم وإسماعيل معًا، ولكن تأخر ذكر إسماعيل.


وكذلك قوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم، فذكر المسيح متأخرًا رغم أنه داخل في الحكم نفسه. فهذه طريقة بلاغية قرآنية في التقديم والتأخير».

ثم تابع عيسى الحوار وسأل المتصل عن اسمه، فأجاب: «بلال». فقال له: «اسم جميل، أسأل الله أن يحفظك ويبارك فيك يا بلال».

وواصل عيسى سؤاله قائلًا: «يا بلال، لما تتوضأ، تغسل وجهك كم مرة؟» فأجاب بلال: «ثلاث مرات»، فقال رامي: «طيب، لو خرجت ماشيًا على قدميك في الشارع، أيهما أسرع في الاتساخ، الوجه أم القدم؟»، فقال بلال: «أكيد القدم».

فرد عيسى: «هل يعقل أن الله يأمر بغسل الوجه الذي نادرًا ما يتسخ ثلاث مرات، بينما يترك القدم التي تلاصق الأرض بلا غسل؟ أليس القدم أولى بالغسل؟».
فأجاب بلال: «أكيد لا».

ثم قال عيسى: «تخيل يا بلال أننا صلينا معًا، أنت غسلت قدميك، وأنا مسحت فقط، أيُّنا أطهر في الوقوف بين يدي الله؟».
قال بلال: «أكيد اللي غسل»، وقال رامي: «وأيهما أطهر للمسجد وللشخص نفسه؟ المغسولة طبعًا».

ثم أضاف موضحًا: «الله قال وأرجلكم إلى الكعبين، فهل الشيعة يمسحون إلى الكعبين؟ لا، بل يمسحون جزءًا فقط من ظاهر القدم، فدلّ ذلك على أن المقصود هو الغسل إلى الكعبين، كما يفعل أهل السنة والجماعة».

وفي ختام الحوار، أعلن المتصل قناعته قائلًا: «قنعتني يا شيخ». فابتسم الدكتور رامي عيسى وقال: «أسأل الله أن يوفقك يا أخي بلال».

بهذا انتهى الحوار الهادئ الذي كشف عن أسلوب الدكتور رامي عيسى العلمي والقرآني في بيان مسألة الوضوء، جامعًا بين الأدلة اللغوية والبلاغية والعقلية، في مشهد حواري مؤثر يعكس أسلوبه الدعوي القائم على البيان والإقناع.


لتحميل الملف pdf

تعليقات