لله عز وجل الأسماء الحسنى والصفات العلى، قال تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأعراف: 180.
ومن الإلحاد في أسمائه سبحانه نفيُ ما تدل عليه من صفاتٍ تليق به، كما أثبتها لنفسه وأثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم.
والأصل أن المسلم يُثبت بلا تمثيل، وينفي بلا تعطيل، منطلقاً من قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الشورى: 11
فما الذي يؤدي إليه تعطيل صفات الله عز وجل؟ الغلو بالتعطيل يؤدي إلى وصف الله سبحانه بالعدم، فالمعطل يعبد عدماً، بينما المشبه يعبد صنماً.
فهل الشيعة يعبدون عدماً؟ كان الشيعة الأوائل مفرطين في الإثبات، حتى وصل بعضهم إلى التجسيم، فلما اختلطوا بالمعتزلة، اتجهوا اتجاهاً عكسياً يُفرط في التنزيه، حتى وصل الأمر أن وصفوا الله بالعدم المحض. (منهاج السنة النبوية 229/1).
ثم لم يجدوا دليلاً يعتمدون عليه إلا الكذب على الأئمة، ونسبة أقوال لهم، وهم منها براء، فهم يقولون: هل يبقى مجال للبحث عن الصفات؟ وهل له طريق إلا الإذعان بكلمة أمير المؤمنين رضي الله عنه: "كمال الإخلاص نفي الصفات عنه"؟ (عقائد الإمامية الاثني عشرية للزنجاني، ص28).
ومن مظاهر وصفهم لله بالعدم وصف الله عز وجل بالصفات السلبية التي ضَمَّنُوها نفي الصفات الثابتة له سبحانه، فقد روى صدوقهم أكثر من سبعين رواية تذكر أنه تعالى: "لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا كيفية، ولا حركة، ولا انتقال، ولا بشيء من صفات الأجسام، وليس حساً ولا جسمانياً ولا صورة..." (التوحيد للصدوق ص31).
وهذا شيخهم محمد الحسيني الشهير بالقزويني (ت 1300هـ) الذي يلقبونه بالإمام الثالث عشر؛ لأنه قابل منتظرهم –المزعوم– ثلاث مرات، لا يجد ما يصف الله عز وجل به إلا العدم المحض، فالله عنده ليس له اسم ولا صفة، فيقول: ".. لا جزء له، وما لا جزء له لا تركيب فيه، وما ليس بمركب ليس بجوهر ولا عرض، وما ليس بجوهر ليس بعقل ولا نفس ولا مادة ولا صورة ولا جسم، وما ليس بجسم ليس في مكان ولا في زمان ولا في جهة ولا في وقت، وما ليس في جهة لا كم له ولا كيف ولا رتبة، وما لا كم له ولا كيف له ولا جهة لا وضع له، وما ليس له وضع ولا وقت ولا في مكان لا إضافة له ولا نسبة، وما لا نسبة له لا فعل فيه ولا انفعال، وما ليس بجسم ولا لون ولا في مكان ولا جهة لا يرى ولا يدرك". (قلائد الخرائد في أصول العقائد ص50).
وهكذا فهم لا يجدون ما يصفون الله عز وجل به إلا كلام الفلاسفة، الذي لا يخرج عن كونه عدماً محضاً.
اقرأ أيضا| لماذا تزوج النبي حفصة؟ رامي عيسى يحسم الجدل ويُسقط روايات الشيعة (فيديو)
فالذي يصف الله عز وجل هكذا بالسلب، فهو في الحقيقة لا يعبد إلا العدم المحض، الذي لا وجود له إلا في هذه الأذهان الضالة.
فتعالى الله عما يقولون ويعتقدون علواً كبيراً.
لتحميل الملف pdf