أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

د. رامي عيسى يكتب:  صرف الشيعة توحيد الألوهية للأئمة

التوحيد هو حق الله على العبيد ، الذي من أجله خلق الخلق، وأرسل الرسل، وأقام سوق الجنة والنار، وميز بين الناس مسلمين وكفاراً.

 

قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾ الذاريات : ٥٦ - ٥٧ وتوحيد الألوهية هو: إفراد الله بالعبادة ، والإيمان أنه لا معبود بحق إلا الله، ولا يستحق أن نتوجه له بالعبادة والدعاء إلا هو سبحانه، كما قال عز وجل: ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ١٤ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ﴾ الزمر : ١٤ - ١٥.

 فهل حققت الشيعة توحيد الألوهية؟

 الناظر في عقائد الشيعة يجد أنهم استبدلوا الإمامة بتوحيد الألوهية، فكل آية جاءت في الحث على توحيد الألوهية، أو في التحذير من ضده جعلوها في الولاية ، ومن أمثلة ذلك :

أولاً: حمل نصوص التحذير من الشرك على إشراك أحد مع علي رضي الله عنه في الولاية.

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥] جاء في الكافي (٤٢٧/١) ، وتفسير القمي (٢٥١/٢) ، والبرهان (٨٣/٤) : "يعني إن أشركت في الولاية غيره" وهذا لفظ الكليني في الكافي ، أما لفظ القمي في تفسيره: "لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك" ، وقد ساق صاحب "البرهان" أربع روايات لهم في تفسير الآية السابقة كلها بالمعنى المذكور.

ثم يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم برواية لا تليق بصبي ، فضلاً أن يكون هذا أشجع الناس ، وأقواهم في دين الله صلى الله عليه وسلم ، فتزعم روايتهم الكاذبة أن سبب نزول هذه الآية عندهم "، أن الله عز وجل حيث أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقيم علياً للناس اندس إليه معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته الأول والثاني ( يعنون أبا بكر وعمر ) حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك، فلما أنزل الله عز وجل : ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ﴾ المائدة : ٦٧ ، فشكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبرائيل ، فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني ، فأنزل الله عز وجل : ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٥] ( البرهان ٨٣/٤).

وهذا من التحريف الجلي لآيات الله، والكذب على نبيه صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: جعل المقصود بالعبادة الإمامة.

فتأولوا آيات الله تأويلات باطنية ، لا تليق بشرع ، ولا عقل ، ولا لغة ، فقط لينتصروا لأهوائهم وزبالة أفهامهم ، فقد رووا عن أئمتهم كذباً في قوله تعالى: ﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ غافر: ١٢ بأنها في الإمامة. 

تقول الرواية: "... عن أبي جعفر في قوله عز وجل : ﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ﴾ بأن لعلي ولاية ﴿وَإِن يُشْرَكْ بِهِ﴾ من ليست له ولاية ﴿تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾" بحار الأنوار (٣٦٤/٢٣).

وهذا من جنس تأويلات الباطنية ، وهو ليس بغريب عليهم ، فإنما هم من أفراخهم وأحفادهم.

ثالثاً: ما معنى قوله تعالى : ﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ النمل : ٦١ ؟

 

إنهم يستدلون بهذه الآية على الإمامة ، وأنه لا يجوز أن يشرك أحد علي في ولايته ، فيقول المجلسي : " قال أبو عبد الله : أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد ؟" بحار الأنوار (٣٩١/٢٣). فأي تأويل باطني لكتاب الله بعد هذا التأويل ؟! ومن أين جاءوا بهذا المعنى الذي لم يدل عليه لفظ الآية ولا سياقها مطلقاً ؟!

رابعاً: بماذا أرسل الله الرسل ؟

يزعم الشيعة أن الله "ما بعث نبياً إلا بولايتهم ، فيقولون : "ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتنا ، والبراءة من أعدائنا". البرهان (٣٦٧/٢) ، ويقولون: "ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبياً قط إلا بها" الكافي (٤٣٧/١).

وقس على ذلك كل ما جاء في التنزيل من أدلة على توحيد الألوهية ، أو التحذير من الشرك ، جعلوه دليلاً على الإمامة، أو تحذيراً من عدم الإشراك فيها مع علي رضي الله عنه.


لتحميل الملف pdf

تعليقات