شبهات وردود

زعم الشيعة كراهية عليٍّ لمحضر عمر!

الشبهة الرابعة والخمسون

زعم الشيعة: كراهية عليٍّ لمحضر عمرَ.

 

محتوى الشبهة:

روى الإمامان البخاري ومسلم: "عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، .......وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ: أَنِ ائْتِنَا وَلاَ يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ وَاللَّهِ لاَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي، وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا، حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ، فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ العَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى المِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ، وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنِ البَيْعَةِ، وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ، فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ: أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا، فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا، فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ المُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: أَصَبْتَ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا، حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ المَعْرُوفَ"([1]).

يقول عبد الصمد شاكر معلقًا: "مدلول هذه الرواية الطويلة والمستفاد منها اُمور نذكر بعضها: ... تنفّر عليّ من عمر وكراهيته لحضوره"([2]).

الرد التفصيلي على الشبهة:

أولاً: الصحابة -رضوان الله عليهم- بَشرٌ، لم يَسْلَمُوا من النزعات الإنسانية، فلم يكونوا أنبياء معصومين؛ لكنهم إلى بقية المسلمين من أولهم إلى آخرهم، بل إلى جميع الأمم من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة -ما خلا الأنبياء- هم أطهرُ قلوباً، وأزكى نفوساً، وأصفى سريرةً، وأرفعُ خصالاً، وأحسنُ أخلاقاً، وأَسمى سُلوكاً.

قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [سورة الفتح:29]

دل على ذلك حتى روايات الشيعة ، فقد روى ابن بابويه القمي: "عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير"([3]).

وانظر إلى قلب علي رضي الله عنه وكيف يرحم من وقع بينه وبينه قتال، وكيف أنه يشهد له بالجنة، في (الاعتقاد) للبيهقي: "عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكونَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عز وجل {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47]، وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَرِيئًا مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ وَكَانَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ وَلَا رَضِيتُ وَلَا شَارَكْتُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ } [الحجر:47]([4]).

هذا حال قلب علي رضي الله عنه تجاه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: الرواية التي يستدلون بها على وقوع كراهة بين علي وعمر رضي الله عنهما هي بنفسها قد فسرت نوع الكراهة وسببها، فجاءت الرواية في الصحيحين بلفظ " كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ " فالكراهة إنما هي موجهة لمجرد حضور عمر في موقف بعينه، وليست موجه للشخص نفسه، ثم قد جاءت الرواية مبينة السبب الذي لأجله كره علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم حضور عمر في ذلك الموقف.

 فعند الطبراني وغيره جاءت الرواية بلفظ: "وَكَرِهَ عَلِيٌّ أَنْ يَشْهَدَهُمْ عُمَرُ، لِمَا يَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ عُمَرَ"([5]).

فالموقف موقف مصالحة يحتاج إلى لين أكثر منه شدة، وإن كانت الشدة في الحق ممدوحة، لكن علي يعلم أن أبا بكر أرحم وأصبر من عمر، وليس كل رجل يصلح لكل موقف، فأنت قد تحب أولادك جميعاً، لكنك تكره حضور واحد منهم في مجلس صلح لما تعلم من شدته وعدم صبره على أي أذى يسمعه، فإذا حضر فأنت تكره حضوره مع تمام محبتك له، ومن فهم هذه أنتهى عنده الإشكال.

ثالثًاً: قد بيّن أهل العلم مراد على من خلال سياق القصة، وبما يليق بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإليك بعض كلامهم في ذلك.

قال الحافظ: "وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ مَا أَلِفُوهُ مِنْ قُوَّةِ عُمَرَ وَصَلَابَتِهِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَقِيقًا لَيِّنًا فَكَأَنَّهُمْ خَشَوْا مِنْ حُضُورِ عُمَرَ كَثْرَةَ الْمُعَاتَبَةِ الَّتِي قَدْ تُفْضِي إِلَى خِلَافِ مَا قَصَدُوهُ مِنَ الْمُصَافَاةِ "([6]).

وقال النووي: "أَمَّا كَرَاهَتُهُمْ لِمَحْضَرِ عمر فلما علموا من شدته وصدعه بما يظهر له فخافوا أن ينتصر لأبي بكر رضي الله عنه فيتكلم بكلام يوحش قُلُوبَهُمْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ طَابَتْ عَلَيْهِ وَانْشَرَحَتْ لَهُ فَخَافُوا أَنْ يَكُونَ حُضُورُ عُمَرَ سَبَبًا لِتَغَيُّرِهَا وَأَمَّا قَوْلُ عُمَرَ لَا تَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ خَافَ أَنْ يُغْلِظُوا عَلَيْهِ فِي الْمُعَاتَبَةِ وَيَحْمِلُهُمْ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ ذَلِكَ لِينُ أَبِي بَكْرٍ وَصَبْرِهِ عَنِ الْجَوَابِ عَنْ نَفْسِهِ وَرُبَّمَا رَأَى مِنْ كَلَامِهِمْ مَا غَيَّرَ قَلْبَهُ فَيَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَةٌ خَاصَّةٌ أَوْ عَامَّةٌ وَإِذَا حَضَرَ عُمَرُ امْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ"([7]).

وقال العيني: "قَوْله: (كَرَاهِيَة لمحضر عمر) أَي: لأجل الْكَرَاهَة لحضور عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، و: الْمحْضر، مصدر ميمي بِمَعْنى الْحُضُور، ويروى: كَرَاهِيَة ليحضر عمر، أَي: لِأَن يحضر، وَذَلِكَ؛ لِأَن حُضُوره كَانَ يُوجب كَثْرَة المعاتبة والمعادلة، فقصدوا التَّخْفِيف لِئَلَّا يُفْضِي إِلَى خلاف مَا قصدوه من المصافاة. قَوْله: (فَقَالَ عمر: لَا وَالله لَا تدخل عَلَيْهِم وَحدك)؛ لِأَنَّهُ توهم أَنهم لَا يعظمونه حق التَّعْظِيم، وَأما توهمه مَا لَا يَلِيق بهم فحاشاه وحاشاهم من ذَلِك"([8]).

رابعًا: دلائل المحبة بين علي وعمر رضي الله عنهما أكثر من أن تحصر وأذكر بعضها إجمالاً فمنها:  

   تزويج علي ابنته أم كلثوم لعمر رضي الله عنهم، وهذا ثابت عند أهل السنة ([9])، وثابت أيضًا عند الشيعة ([10]).

وقد روى الشيعة عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير".

وفي (دعائم الإسلام): عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه نهى أن يرد المسلم أخاه المسلم إذا خطب إليه ابنته رضي دينه، وقال: (إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير)([11]).

فمن المستحيل طبعًا وديانة أن يزوج علي رضي الله عنه ابنته من رجل يكره مجالسته.

 تسمية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنه (عمر)، وهذا دليل محبة. قال المفيد" باب ذكر أولاد أميرِ المؤمنينَ: " ... وعُمَرُ ورُقيةً كانا توأمَينِ، وأُمًّهما أُمُّ حبيب بنتُ رَبيعةَ"([12]).

وقد روى شيخ الزيدية المرشد بالله بسنده: "عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الْخُدَرِيِّ، قَالَ: ...فَمَرَرْتُ بِأَحْسَنَ مِنْهُ وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِ عَلِيٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: عَافَاكَ اللَّهُ مَنْ هَذَا الْفَتَى إِلَى جَنْبِكَ؟ قَالَ: هَذَا عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمَّيْتُهُ بِاسْمِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَقَدْ سَمَّيْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ"([13]).

وروى ابن أبي الدنيا قال: "حدثنا الحسين نا عبد الله قال: قال زبير وحدثني محمد بن سلام، قال: قلت لعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: كيف سمى جدك علي عمر؟ قال: سألت عن ذلك أبي، فأخبرني عن أبيه عن عمر بن علي قال: ولدت لأبي بعد ما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: يا أمير المؤمنين ولد لي الليلة غلام. قال: هبه لي. قال: فقلت: هو لك. قال: قد سميته عمر، ونحلته غلامي مورق. قال: فله الآن ولد كثير بينبع"([14]).

قلت: والتسمية دليل محبة بلا شك. ففي (روضة المتقين): "و في القوي، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَمَاذَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ: سَمِّهِ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيَّ حَمْزَةَ"([15]).

ورد النهي عن التسمي بأسماء أعداء أهل البيت:

فقد رووا عن أبي جعفر أنه قال: "إن الشيطان إذا سمع مناديًا ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز واختال"([16]).

فهل علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يرضي الشيطان لما ينادي على ابنه عمر أم يغضبه؟!!!

 ولذلك بوب الحر العاملي باب: كراهة التسمية.. بأسماء أعداء الأئمة عليهم السلام ([17]).

الهدايا: لا شك أن الهدية دليل محبة وقد رووا في (الكافي): "عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تهادوا تحابوا، تهادوا فإنها تذهب بالضغائن"([18]).

وقد روى ابن سعد في (الطبقات) أن عمر: "فَرَضَ لأَبْنَاءِ الْبَدْرِيِّينَ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ إِلا حَسَنًا وَحُسَيْنًا فَإِنَّهُ أَلْحَقَهُمَا بِفَرِيضَةِ أَبِيهِمَا لِقَرَابَتِهِمَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَرَضَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ"([19]).

وروى ابن أبي شيبة عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ:" رُئِيَ عَلَى عَلِيٍّ بُرْدٌ كَانَ يُكْثِرُ لُبْسَهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ لَتُكْثِرُ لُبْسَ هَذَا الْبُرْدِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ كَسَانِيهِ خَلِيلِي وَصَفِيِّي وَصَدِيقِي» وَخَاصِّي عُمَرُ، إِنَّ عُمَرَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ اللَّهُ ثُمَّ بَكَى"([20]).

حضور علي في مجالس عمر رضي الله عنهما كثيرًا وعلى هذا دلائل كثيرة:

في رواية الصدوق قال علي بن أبي طالب لليهودي في مسجد الكوفة: "... وأما الرابعة يا أخا اليهود فإن القائم بعد صاحبه (يقصد عمر بن الخطاب) كان يشاورني في موارد الأمور فيصدرها عن أمري ويناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي، لا أعلم أحدا ولا يعلمه أصحابي يناظره في ذلك غيري.."([21]).

ومن راجع خطب (نهج البلاغة) لما استشاره عمر في غزو الروم ([22]) أو لما استشاره لقتال الفرس ([23]) من تأمل في تلك الخطب عرف المحبة التي كانت بينهم رضي الله عنهم.

وقد اعترف المجلسي أن تلك المشاورات كانت في مصلحة الإسلام والمسلمين ([24]).

خامسًا: ربما يشغب بعضهم بقول علي: "وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ، وَكُنَّا نَحْنُ نَرَى لَنَا حَقًّا لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم".

فنقول: إن كلمة استبد في لغة العرب إنما هي بمعنى الانفراد عن الشخص برأي ما.

قال ابن منظور في (لسان العرب): "واسْتَبَدَّ فُلَانٌ بِكَذَا أَي انْفَرَدَ بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: كُنَّا نُرَى أَن لَنَا فِي هَذَا الأَمر حَقًّا فاسْتَبْدَدتم عَلَيْنَا؛ يُقَالُ: استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ بِهِ اسْتِبْدَادًا إِذا انْفَرَدَ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ. واستبدَّ برأْيه: انْفَرَدَ بِهِ"([25]).

ولا يُفهم من ذلك أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا ينفردان بالرأي دون علي في كل شيء، إنما فقط ما حصل في أمر السقيفة لانشغال علي بتجهيز النبي صلى الله عليه وسلم، فلكل أحد من الصحابة دوره في قيادة الأمة في تلك المرحلة الصعبة، وإلا فلم يكن يجوز للصحابة أن يُبقوا الأمة دون حاكم لمدة يومين أو أكثر -نهار الاثنين، وليلة الثلاثاء ونهاره، ثم دفن عليه الصلاة والسلام وسط ليلة الأربعاء- حتى ينتهوا من تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه ودفنه صلى الله عليه وسلم.

وقد روى الشيعة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "الواجب في حكم الله وحكم الاسلام، على المسلمين بعد ما يموت إمامهم أو يقتل، ضالاً كان أو مهتديًا، أن لا يعملوا عملاً ولا يقدموا يدًا ولا رجلاً، رجاء أن يختاروا لأنفسهم إمامًا عفيفًا عالماً ورعًا عارفًا بالقضاء والسنة، يجبي فيئهم، ويقيم حجهم وجمعهم، ويجبي صدقاتهم"([26]).

وليس من الواجب استيعاب كل فرد من أفراد الحل والعقد وانتظاره، وإلا لتعطلت مصالح الأمة بمجرد غياب فرد من أفرادها، والذي قرر هذا الحكم هو علي بن أبي طالب لما قال في (نهج البلاغة): " فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ"([27]).

وقد سلّم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورضي باختيار الصديق، لكنه فقط كان يحب أن يشارَك في المشورة كونه من أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإليك كلام أهل العلم في تفسير كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

قال الحافظ: "وَقَوْلُهُ (اسْتَبْدَدْتَ) فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ (وَاسْتَبَدْتَ) بِدَالٍ وَاحِدَةٍ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَأُسْقِطَتِ الثَّانِيَةُ تَخْفِيفًا كَقَوْلِهِ  {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة:65]، أَصْلُهُ ظَلَلْتُمْ، أَيْ: لَمْ تُشَاوِرْنَا، وَالْمُرَادُ بِالْأَمْرِ الْخِلَافَةُ، قَوْلُهُ (وَكُنَّا نُرَى) بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَيَجُوزُ الْفَتْحُ، قَوْلُهُ (لِقَرَابَتِنَا) أَيْ: لِأَجْلِ قَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَصِيبًا، أَيْ: لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ، قَوْلُهُ (حَتَّى فَاضَتْ) أَيْ: لَمْ يَزَلْ عَلِيٌّ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ مِنَ الرِّقَّةِ.

قَالَ الْمَازِرِيُّ: وَلَعَلَّ عَلِيًّا أَشَارَ إِلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ استبد عَلَيْهِ بِأُمُورٍ عِظَامٍ كَانَ مِثْلُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْضُرَهُ فِيهَا وَيُشَاوِرَهُ، أَوْ أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَشِرْهُ فِي عَقْدِ الْخِلَافَةِ لَهُ أَوَّلًا، وَالْعُذْرُ لِأَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَشِيَ مِنَ التَّأَخُّرِ عَنِ الْبَيْعَةِ الِاخْتِلَافَ لِمَا كَانَ وَقَعَ مِنَ الْأَنْصَارِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ فَلَمْ يَنْتَظِرُوهُ. قَوْلُهُ (شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أَيْ: وَقَعَ مِنَ الِاخْتِلَافِ وَالتَّنَازُعِ، قَوْلُهُ (مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ) أَيِ: الَّتِي تَرَكَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَرْضِ خَيْبَرَ وَغَيْرِهَا، قَوْلُهُ (فَلَمْ آلُ) أَيْ: لَمْ أُقَصِّرْ"([28]).

وقال العيني: "قَوْله: (استبددت) من الاستبداد، وَهُوَ الِاسْتِقْلَال بالشَّيْء، ويروى: استبدت، بدال وَاحِدَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَهَذَا مثل قَوْله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [الواقعة:65]، أَي: فظللتم. قَوْله: (بِالْأَمر) أَي: بِأَمْر الْخلَافَة (وَكُنَّا نرى) بِضَم النُّون وَفتحهَا. قَوْله: (لقرابتنا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم)، أَي: لأجل قرابتنا من رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم"([29]).

وقال القسطلاني: " (ولكنك استبددت) بدالين إحداهما مفتوحة والأخرى ساكنة (علينا بالأمر) أي لم تشاورنا في أمر الخلافة (وكنا نرى) بفتح النون في الفرع كأصله وبالضم (لقرابتنا من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نصيبًا) من المشاورة ولم يزل علي -رضي الله عنه- يذكر له ذلك (حتى فاضت عينا أبي بكر) من الرقة (فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم) أي وقع فيه التنازع والاختلاف (من هذه الأموال) التي تركها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من فدك وغيرها (فلم) ولأبوي ذر والوقت فإني لم (آل) بمد الهمزة وضم اللام لم أقصر (فيها) في الأموال (عن الخير ولم أترك أمرًا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته"([30]).

إذًا هو رضي الله عنه كونه كان شابًا ابن ثلاث وثلاثين سنة([31]) يريد أن يشارك في الأمور العظام، ولكونه من أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك لم يقل علي أنكم اغتصبتم الخلافة، ولا كفرتم بعد ايمان، ولا شيء مما يقوله الشيعة، بل وهو بنفسه فسّر هذا الاستبداد بقوله "ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللهُ بِهِ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنَا فِي الْأَمْرِ نَصِيبًا، فَاسْتُبِدَّ عَلَيْنَا بِهِ، فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ، وَقَالُوا: أَصَبْتَ، فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الْأَمْرَ الْمَعْرُوفَ"([32]).

وأنتم تقولون أنَّ عليًّا رضي الله عنه لم يبايع، أو على الأقل تأخرت بيعته ستة أشهر فالسؤال إذا كان هناك استبداد بالمعنى الذي تقصدون فلماذا لم يقم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما بإرغامه على البيعة في ذلك الوقت؟

سادسًا: روى الصدوق عَنْ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِيِّ قَالَ: "خَرَجَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) إِنَّ اللَّهَ إِذَا كَرِهَ لَنَا جِوَارَ قَوْمٍ نَزَعَنَا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ"([33]).

فإذا كان الله لم ينزع عليًّا من جوار عمر رضي الله عنهما، فقد رضي له جواره، وقد رضي علي جواره بالتبع، وهذ دليل محبة بلا شك، وإلا لوجب على عليّ أن يهاجر ويترك أرض الظالمين التي استُضعِف فيها، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [سورة النساء:97]

وقد ترحم عليّ على عمر رضي الله عنهما، وتمنى أن يلقى الله تعالى بعمل عمر رضي الله عنه؛ كما ورد في صحيحي البخاري ومسلم([34]).

وورد في كتبهم الثناء العطر على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موته: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لله بلادُ فُلاَن، فَلَقَدْ قَوَّمَ الاْوَدَ، وَدَاوَى الْعَمَدَ، وَأَقَامَ السُّنَّةَ، وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ! ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ، قَلِيلَ الْعَيْبِ، أَصَابَ خَيْرَهَا، وَسَبَقَ شَرَّهَا، أَدَّى إِلَى اللهِ طَاعَتَهُ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ، رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُق مَتَشَعِّبَة، لاَ يَهْتَدِي بِهَا الضَّالُّ، وَلاَ يَسْتَيْقِنُ الْمُهْتَدِي"([35]).

يقول ابن ميثم البحراني: "وقوله (لله بلاء فلان) لفظ يقال في معرض المدح، كقولهم لله دره، ولله أبوه، وأصله أن العرب إذا ارادوا مدح شيء وتعظيمه نسبوه إلى الله تعالى بهذا اللفظ، وروي لله بلاء فلان: أي عمله الحسن في سبيل الله، والمنقول أن المراد لفلان عمر"([36]).

وفي نص آخر قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "وقال (عليه السلام) في كلام له: وَوَلِيَهُمْ وَال فأَقَامَ واسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ"([37]). قال ابن ميثم البحراني: "المنقول أن الوالي هو عمر بن الخطاب"([38]).

وبعد كل هذا المدح وغيره فمن يقول أنَّ عليًّا كان لا يحب عمر فضلاً عن أنه يكره مجالسته فهو مكابر!!!.

والحمد الله رب العالمين

وصلى اللُّهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

([1]) صحيح البخاري (5/139)، صحيح مسلم (3/1380).

([2]) نظرة عابرة الى الصحاح الستة، عبد الصمد شاكر (ص233).

([3]) الخصال، الصدوق (ص639 –640).

([4]) الاعتقاد للبيهقي (ص373).

([5]) مسند الشاميين للطبراني (4/198)، مسند أبي بكر الصديق، لأحمد بن علي المروزي (ص87)، مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/471).

([6]) فتح الباري، لابن حجر (7/494). 

([7]) شرح النووي على مسلم (12/87).

([8]) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (17/259). 

([9]) وانظر: صحيح البخاري، بَابُ حَمْلِ النِّسَاءِ القِرَبَ إِلَى النَّاسِ فِي الغَزْوِ (4/33)، الطبقات الكبرى، ابن سعد (3/266).

([10]) انظر: الكافي، الكليني (6 /115)، وقال المجلسي عن الرواية في (مرآة العقول) (21/ 197): موثق. الكافي، الكليني (6/115 – 116)، وقال المجلسي عن الرواية في (مرآة العقول) (21/ 199): صحيح. روضة المتقين، محمد تقي المجلسي (9/90)، تهذيب الأحكام، الطوسي (9/362 – 363). الكافي، الكليني (5/346)، وقال المجلسي عن الرواية في (مرآة العقول) (20/42): حسن.

([11]) مستدرك الوسائل، النوري الطبرسي (14/ 187 – 188).

([12]) الإرشاد - المفيد- ص354. وانظر: كشف الغمة- ابن أبي الفتح الإربلي- ج2- ص6؛ بحار الأنوار- المجلسي- ج42- ص74.

([13]) الأمالي الإثنينية (1/ 488).

([14]) مقتل علي (ص: 102).

([15]) روضة المتقين – محمد تقي المجلسي (8 /627).

([16]) مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي (15/132)، الكافي، للكليني (6/20)، وسائل الشيعة للحر العاملي (21/393، 398، جامع أحاديث الشيعة للبروجردي(21/337)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) لهادي النجفي (12/244).

([17]) وسائل الشيعة للعاملي (15/130).

([18]) الكافي، الكليني (5/144).

([19]) الطبقات الكبرى، ط العلمية (3/225).

([20]) مصنف ابن أبي شيبة (6/356).

([21]) الخصال (ص 374).

([22]) نهج البلاغة (٢/١٨).

([23]) نهج البلاغة (٢/29-30).

([24]) بحار الأنوار (31 /140).

([25]) لسان العرب (3/81).

([26]) مستدرك الوسائل (6/14).

([27]) نهج البلاغة (1/587).

([28]) ذكره ابن المنذر، ونقله عنه النووي في المجموع 8/153.

([29]) عمدة القاري شرح صحيح البخاري (17/259).

([30]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/376).

([31]) الاحتجاج للطبرسي (١/٩٦).

([32]) صحيح مسلم (3/1380).

([33]) علل الشرائع- الصدوق (/244)، وجاءت أيضا في: بحار الأنوار، المجلسي (52/90)؛ إثبات الهداة، الحر العاملي، (5/116).

([34]) صحيح البخاري، بَابُ مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ القُرَشِيِّ العَدَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (5/ 11)، وصحيح مسلم، بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ(4/1858).

([35]) نهج البلاغة (ص561).

([36]) شرح نهج البلاغة (2/87).

([37]) نهج البلاغة (ص891).

([38]) شرح نهج البلاغة (5/432).


لتحميل الملف pdf

تعليقات