أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

رامي عيسى يكشف أسرار مفاوضات قريش مع أبي طالب.. وكيف غيّر إسلام حمزة مسار الدعوة الإسلامية؟ (فيديو)

استعرض الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، خلال الحلقة التاسعة من برنامج سيرة أفضل الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، أبرز محطات الدعوة في سنواتها الأولى، مستعرضًا تفاصيل المفاوضات المتكررة التي أجرتها قريش مع أبي طالب، إضافة إلى قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وما شكّلته من نقطة تحول في مسار الدعوة.

قريش تعود للمفاوضات مع أبي طالب

وتناول الباحث أحداث المرحلة التي «لما أيقنت قريش أن بطشها بالمستضعفين من المسلمين ونيلها من غيرهم لم يصرف الناس عن الاستجابة لدعوة الله تبارك وتعالى»، فلجأت إلى أسلوب جديد عبر استئناف المفاوضات مع أبي طالب.

وأضاف أن وفدًا من كبار قريش توجّه مجددًا إلى أبي طالب قائلين له: «يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين».

وأشار الدكتور عيسى إلى أن هذا الموقف أثقل على أبي طالب، الذي «لم يطب نفساً بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه»، فبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه بما قاله القوم وطلب منه أن «يبقي عليه وعلى نفسه ولا يحمله ما لا يطيق».

وظنّ رسول الله أن عمه بدأ يتراجع، فخاطبه قائلاً: «يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته».


وبكى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام، فناداه أبو طالب وقال: «أقبل يا ابن أخي… اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً».

كما أنشد أبو طالب أبياته المشهورة التي أكد فيها نصرة النبي صلى الله عليه وسلم:

«والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أُوسَّد في التراب دفينًا…».

إسلام حمزة.. نقطة تحول في قوة المسلمين

وفي محور آخر، تطرّق البرنامج إلى قصة إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، التي حدثت ـ بحسب الروايات ـ في السنة السادسة أو الثانية من البعثة.

وسرد الدكتور عيسى رواية الحاكم في المستدرك عن ابن إسحاق، التي تذكر أن أبا جهل آذى النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا، وشتمه دون أن يرد عليه الرسول الكريم. وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان تسمع ما حدث، فأخبرت حمزة فور مروره عائدًا من صيدٍ كان عليه.

وأبرزت الحلقة وصف حمزة بأنه «أعز قريش وأشدها شكيمة»، وأن الغضب اشتعل في صدره لنصرة ابن أخيه، فاتجه مباشرة لأبي جهل وضربه بالقوس حتى شجّه، ثم أعلن إسلامه قائلاً: «أنا أشهد أنه رسول الله وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين».

وبحسب ما استعرضه البرنامج، فقد أدركت قريش بعد إسلام حمزة أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح «عزيزًا ممتنعًا»، فكفّت عن بعض الأذى.

وتطرقت الحلقة كذلك إلى ما أصاب حمزة بعد إسلامه من وساوس، وكيف لجأ إلى رسول الله يطلب التأكيد والطمأنينة، حتى قصّ عليه النبي ما ثبت به قلبه، وقال حمزة بعدها: «أشهد إنك لصادق شهادة الصدق والعارف… فأظهر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلت السماء وإني على دين الأول»، وختمت القصة بالإشارة إلى أن حمزة كان «ممن أعز الله به الدين».


لتحميل الملف pdf

تعليقات