أكاديمية حفظني القرآن شبهات وردود

إسلام عمر بن الخطاب: متى حدث وكيف أثّر على قوة المسلمين؟.. التفاصيل الكاملة مع د. رامي عيسى (فيديو)

في إطار سلسلة حلقاته التي تتناول السيرة النبوية بالأدلة والروايات الموثوقة، واصل الدكتور رامي عيسى، الباحث في الشأن الشيعي، تسليط الضوء على مراحل قوة الدعوة الإسلامية، كاشفًا في حلقة جديدة تفاصيل دقيقة عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لإسلام الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكيف شكّل دخوله في الإسلام نقطة تحول تاريخية غيّرت ملامح المرحلة المكية وأعزّت المسلمين.

وأوضح الدكتور رامي عيسى  أن الحلقة الماضية كان الحديث فيها عن نصر الله تبارك وتعالى للإسلام بإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأضاف: «واليوم نكمل المسيرة.. ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه بالهداية وإسلامه».

وذكر الباحث رواية الإمام أحمد والترمذي بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب». فكان أحب الرجلين إلى الله عمر بن الخطاب.

كما نقل رواية الحاكم في المستدرك بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة».

وروى كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم أيد الدين بعمر بن الخطاب».

وأكد الدكتور رامي أن ما يظهر من تلك الروايات أن الله سبحانه وتعالى أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن أبا جهل لن يُكتب له الإسلام، ولذلك خصّ النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه بالدعاء.

وانتقل الباحث للحديث عن أثر الدعوة النبوية على قلب عمر، مشيرًا إلى ظهور هذا التأثير في موقفه مع ليلى بنت أبي حثمة رضي الله عنها أثناء رحيل المسلمين إلى الحبشة، وهو موقف يدل على تغير داخلي كبير لم يكن معهودًا منه قبل ذلك.

واستعرض رواية أحمد في فضائل الصحابة والحاكم في المستدرك بسند حسن عن أم عبد الله بنت أبي حثمة رضي الله عنها، والتي ذكرت فيها حوارها مع عمر حين وقف عليها وهي تستعد للهجرة، وكيف رأت فيه رقة غير معتادة وحزنًا على خروج المسلمين.

وأشار الباحث إلى قول عامر بن ربيعة عندما نقلت له زوجته هذا التغير، فقال يائسًا من إسلام عمر: «لا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب»، قبل أن تتغير الأمور بتمام هداية الله للفاروق رضي الله عنه.

وتابع رامي عيسى عرضه للروايات المتعددة حول قصة إسلام عمر، مشيرًا إلى ضعف بعضها، وإلى أن الإسلام وقع في قلبه تدريجيًا حتى استقر فيه.

واستشهد برواية البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، والتي تحدث فيها عمر عن رؤيا رآها عند آلهتهم، سمع فيها صارخًا يقول: «يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله».

وذكر تعليق الإمام البيهقي الذي أوضح أن ظاهر الرواية يوهم أن عمر سمع الصوت من العجل، بينما روايات أخرى تدل على أن ذلك كان من قول كاهن.

وشرح الباحث معنى «يا جليح» بأنه يدل على المكاشف بالعداوة، وأن «أمر نجيح» تعني الأمر الناجح.

وشدد الدكتور رامي أن الله أعز الإسلام بإسلام عمر رضي الله عنه، مستشهدًا بقول ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح البخاري: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر»، وتعليق ابن حجر على ما كان في عمر من قوة وصلابة في الحق.

واستعرض رواية الإمام أحمد بسند حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «إن إسلام عمر كان فتحًا، وإن هجرته كانت نصرًا، وإن سلطانه كان رحمة».

ثم أورد رواية الحاكم بسند لا بأس به عن ابن مسعود رضي الله عنه: «والله ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر رضي الله عن الفاروق».

اقرأ أيضا| متصل يفجر مفاجآت:  "سلامة عبد القوي" يدافع عن الشيعة بـ "طرق شيطانية"  (فيديو)

وأوضح الباحث أن قوة الإسلام ازدادت بإسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما، مما دفع قريشًا إلى بعثة رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم تسأله: ماذا تريد؟ مبينًا أن تفاصيل هذا الحوار ستكون موضوع الحلقة القادمة.


لتحميل الملف pdf

تعليقات